٦- الاستعارة التّصريحيّة في قوله :« اهدنا الصراط المستقيم » فقد شبه الدين الحق بالصراط المستقيم الذي ليس به أدقّ انحراف قد يخرجه عن حدود الاستقامة لأن الخط المستقيم هو أقصر بعد بين نقطتين ووجه الشبه بينهما أن اللّه سبحانه وإن كان متعاليا عن
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ١٩
الأمكنة لكن العبد الطالب الوصول لا بد له من قطع المسافات، ومس الآفات، ليكرم الوصول والموافاة.
٧- التفسير بعد الإبهام وذلك في قوله تعالى : صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ».
٨- التسجيع في الرحيم والمستقيم وفي « نستعين » و « الضالين » والتسجيع هو اتفاق الكلمتين في الوزن والرّويّ.
الفوائد :
انطوت هذه السورة على فوائد لا تحصى وسنورد ما تهم معرفته منها :
١- الألف واللام في الحمد للجنس على الأصح لأن حقيقة المحامد ثابتة للّه تعالى.
٢- وسميت هذه السورة « الفاتحة » لأنها أول القرآن وبراعة استهلاله وتسمى أمّ الكتاب لانطوائها على المثل السامية وهي مكية على الأصح ومن أسمائها السبع المثاني والوافية، والكافية والشافية، والرّقية، والكنز والأساس وغيرها.
٣- غير : لفظ غير مذكر مفرد أبدا إلا أنه إذا أريد به مؤنّث جاز تأنيث فعله المسند اليه تقول قامت غير هند وأنت تعني امرأة وهي في الأصل صفة بمعنى اسم الفاعل وهو مغاير ولذلك لا تتعرف بالإضافة، وقد يستثنى بها حملا على إلّا كما يوصف بإلا حملا عليها وهي من الألفاظ الملازمة للاضافة لفظا أو تقديرا فادخال الألف واللام عليها خطأ.
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٢٠
٤- آخر الفاتحة « و لا الضّالّين » وأما لفظ آمين فليس منها ولا من القرآن مطلقا وهو اسم بمعنى استجب ويسنّ ختم الفاتحة به وفيه لغتان : المدّ والتقصير قال ابو نواس في المد :
صلى الإله على لوط وشيعته أبا عبيدة قل باللّه : آمينا
و قال آخر في القصر :
تباعد مني فطحل إذ دعوته أمين فزاد اللّه ما بيننا بعدا