هي أصلية، وهما من مكن يمكن. وقيل : هي زائدة، وهما من الكون، فالمعنى على القول الأول : على ممكنكم من أمركم وأقصى استطاعتكم وإمكانكم، فالمكانة مصدر. وعلى الثاني : اعملوا على حالتكم التي أنتم عليها.
(ذَرَأَ) : خلق، وذرأ اللّه الخلق وذرأنا الأرض وذروناها، أي :
بذرناها. وقد علته ذرأة، وهي : بياض الشيب أول ما يبدو في الفودين منه، ورجل أذرأ، وامرأة ذرآء، قال :
فمرّ ولمّا تسخن الشمس غدوة بذرآء تدري كيف تمشي المنائح
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٢٣٣
أي : منحت كثيرا فاعتادت ذلك، فهي تسامح بالمشي لا تأبى.
(الزعم) بفتح الزاي وضمها، وفي المصباح : زعم زعما من باب قتل، وفي الزعم ثلاث لغات : فتح الزاي لأهل الحجاز، وضمها لبني أسد، وكسرها لبعض قيس. ويطلق الزعم بمعنى القول، ومنه :
زعمت الحنفية، وزعم سيبويه، أي : قال، وعليه قوله تعالى :« أو تسقط السماء كما زعمت » أي : قلت. ويطلق على الظنّ، يقال : في زعمي كذا. وعلى الاعتقاد، ومنه قوله تعالى :« زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا ». قال الأزهري : وأكثر ما يكون الزعم فيما يشكّ فيه، ولا يتحقق. وقال بعضهم : هو كناية عن الكذب، وقال في أساس البلاغة :« و زعموا مطيّة الكذب، وفي قوله مزاعم : إذا لم يوثق به، وأفعل ذلك ولا زعماتك » وهذا القول : ولا زعماتك، أي : ولا أتوهم زعماتك. قال ذو الرمة :
لقد خطّ رومي ولا زعماته لعتبة خطّا لم تطبّق مفاصله
روميّ : عريف كان بالبادية، قضى عليه لعتبة بن طرثوث، رجل كان يخاصمه في بئر، وكتب له سجلا.
الاعراب :
(قُلْ : يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ) كلام مستأنف مسوق للوعيد والتهديد والمبالغة في الزجر عما هم عليه. ويا حرف نداء، وقوم منادى مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة، وقد تقدّم بحثه.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٢٣٤


الصفحة التالية
Icon