شيخ الأباطح، أي : من ابن أبي طالب شيخ الأباطح. والمرادي بفتح الميم نسبة الى مراد، بطن من مذحج، وهو عبد الرحمن بن ملجم، بضم الميم وفتح الجيم، على صيغة اسم المفعول.
٤- الفصل بالنداء كقوله :
كأن برذون أبا عصام زيد حمار دقّ باللجام
فأضاف برذون الى زيد، وفصل بينهما بالمنادى الساقط حرفه، وحمار خبر كأن، والأصل كأن برذون زيد حمار يا أبا عصام. والى هذا كله أشار ابن مالك في الخلاصة بقوله :

فصل مضاف شبه فعل ما نصب مفعولا أو ظرفا أجز ولم يعب


فصل يمين واضطرارا وجدا بأجنبي أو بنعت أو ندا


بين أبي حيّان والزمخشري :
هذا وقد رد أبو حيان على الزمخشري، وأغلظ في الردّ، قال
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٢٤٣
بعد أن أورد كلام الزمخشري الذي أوردناه في مستهل هذا البحث :
« و أعجب لعجمي ضعيف في النحو يرد على عربي صريح محض قراءة متواترة، وأعجب لسوء ظن هذا الرجل بالقراء الأئمة الذين تخيّرتهم هذه الأمة لنقل كتاب اللّه شرقا وغربا ».
بين أبي حيان والفارسي :
و مضى أبو حيان يرد على أبي علي الفارسي قال :« و لا التفات أيضا لقول أبي علي الفارسي : هذا قبيح قليل في الاستعمال، ولو عدل عنها- يعني ابن عامر- كان أولى، لأنهم لم يجيزوا الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف في الكلام مع اتساعهم في الظرف، وإنما أجازوه في الشعر ».
لمحة عن عقبة بن عامر :
أما عقبة فهو الصحابي الجليل والقائد الأمير الذي اشترك في فتح مصر، ثم حكمها نيابة وأصالة. وهو رجل مستنير ذكي يتمتع بمزايا فكرية واضحة، وقد كلفه النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يقضي بين خصمين اختصما إليه، وكان شاعرا قارئا كاتبا.
أبو الطيّب المتنبي فصل بين المتضايفين :
هذا وقد استعمل أبو الطيب المتنبي الفصل بين المتضايفين، ففصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول، فقال من قصيدة يمدح بها أبا القاسم طاهر بن الحسين :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٢٤٤


الصفحة التالية
Icon