آ- أن يكون الحرف الأول من المثلين متحركا والثاني ساكنا بسكون عارض للجزم، أو للبناء في الأمر المفرد، فتقول : لم يمدّ ومدّ بالإدغام، ولم يمدد وامدد، والفكّ أجود، وبه نطق القرآن، قال تعالى :« يكاد زيتها يضي ء ولو لم تمسسه نار ». وقال :
« و اشدد على قلوبهم ». وتكون حركة ثاني المثلين المدغمين في المضارع المجزوم والأمر اللذين لم يتصل بهما شي ء تابعة لحركة فائه، وهذا هو الأكثر، ونرى أن يحرك بالفتح للتخفيف.
ب- أن يكون عين الكلمة ولامها ياءين، لازما تحريك ثانيهما، مثل : عيي وحيي. فتقول : عيّ وحيّ، فإن كانت حركة الثانية عارضة للإعراب مثل : لن يحيي، امتنع إدغامه.
ج- أن يكون في أول الفعل الماضي تاءان مثل : تتابع وتتبّع، فيجوز الإدغام مع زيادة همزة وصل في أوله، دفعا للابتداء بالساكن،
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٢٥٧
مثل : اتّابع واتّبع، فإن كان مضارعا لم يجز الإدغام، بل يجوز تخفيفه، بحذف إحدى التاءين فتقول في : تتلظّى : تلظّى، وفي تتجلّى : تجلّى، قال تعالى :« تنزّل الملائكة والرّوح » وقال :
« نارا تلظّى » وقال أبو تمّام يصف الربيع :
أضحت تصوغ بطونها لظهورها نورا تكاد له القلوب تنوّر
د- أن يتجاوز مثلان متحركان في كلمتين، مثل : جعل لي، وكتب بالقلم، فيجوز الإدغام بإسكان المثل الأول، فتقل : جعل لي وكتب بالقلم، غير أن الإدغام يجوز هنا لفظا لا خطّا.
٣- امتناع الإدغام :
و ذلك في سبعة مواضع :
آ- أن يتصدر المثلان كددن، أي : لعب.
ب- أن يكونا في اسم على وزن فعل (بضم ففتح) كدرر، أو فعل (بضمتين) كسرر، أو فعل (بكسر ففتح) كلمم، أو فعل (بفتحتين) كطلل.
ج- أن يكون المثلان في وزن مزيد فيه للإلحاق كجلبب وهيلل.
د- أن يتصل بأول المثلين مدغم فيه، كهلّل. وذلك لأن الإدغام الثاني بمثابة تكرّر الإدغام، وهو ممنوع.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٢٥٨
ه- أن يكون المثلان على وزن (افْعَلْ) في التعجب، نحو :


الصفحة التالية
Icon