هو أن يضمن اسم معنى آخر لإفادة معنى الاسمين، فتعديه تعديته في بعض المواضع، كقوله :« حقيق على أن لا أقول على اللّه إلا الحق » فيضمّن « حقيق » معنى حريص، ليفيد أنه حريص عليه، ويضمن معنى فعل، فتعديه تعديته في بعض المواضع، كقول الشاعر « قد قتل اللّه زيادا عنّي » ضمن « قتل » معنى صرف، لإفادة أنه صرفه حكما بالقتل دون ما عداه من الأسباب، فأفاد معنى القتل والصرف جميعا.
و سيأتي من آيات اللّه غرائب في التضمين، ولهذا نجتزئ بما قدمناه عنه الآن.
٢- إبدال الهمز من الواو والياء :
١- أن تتطرّف إحداهما وهي لام أو زائدة للإلحاق بعد ألف زائدة، نحو : كساء وسماء ودعاء، فالهمزة فيهما مبدلة عن واو،
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٣٠٨
و الأصل كساو وسماو ودعاو، ونحو : بناء وظباء وفناء، فالهمزة فيهنّ مبدلة عن ياء، والأصل : بناي وظباي وفناي.
٢- أن تقع إحداهما عينا لاسم فاعل أعلت فيه، نحو : قائل وبائع، فقلبوا عينهما ألفا.
٣- أن تقع إحداهما بعد ألف « مفاعل »، وقد كانت مدة زائدة في الواحد، نحو : عجوز وعجائز، وصحيفة وصحائف، بخلاف نحو :
قسورة وقساور، ومعيشة ومعايش، لأن المدة أصلية في الواحد فلا تبدل وشذّ : مصيبة ومصائب ومنارة ومنائر، بالإبدال، مع أن المدة في الواحد أصلية.
٤- أن تقع إحداهما ثاني حرفين لينين بينهما ألف مفاعل، سواء كان اللينان ياءين كنيائف جمع نيف، أو واوين كأوائل جمع أول، أو مختلفين كسيائد جمع سيد، إذ أصله سيود، اجتمعت فيه الواو والياء، وسبقت إحداهما فقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء.
و هذا المبحث طويل، وقد اختصرناه جهد الإمكان.
آراء في قراءة الهمزة :
إذا عرفت هذا فاعلم أنه قرأ الأعرج وزيد بن علي والأعمش وخارجة عن نافع وابن عامر في رواية :« معائش » بالهمز، وليس بالقياس كما تقدم، ولكن هؤلاء رووه وهم ثقات، فوجب قبوله.