الفوائد :
قال سيبويه في كتابه : وانتصاب « صراطك » على الظرفية، أي :
في صراطك المستقيم. وحكى سيبويه أيضا : ضرب زيد الظهر والبطن.
و رجح أبو حيان انتصابه بنزع الخافض.
عبارة أبي حيّان :
« و انتصب صراطك على إسقاط « على »، قاله الزّجّاج، وشبهه
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٣١٤
بقول العرب :« ضرب زيد الظهر والبطن »، أي على الظهر والبطن.
و إسقاط حرف الجر لا ينقاس في مثل هذا، لا يقال :« قعدت الخشبة » تريد على الخشبة. قالوا : وعلى الظرف، كما قال الشاعر فيه :« كما عسل الطريق الثعلب »، وهذا أيضا تخريج فيه ضعف، لأن « صراطك » ظرف مكان مختصّ، وكذلك الطريق، فلا يتعدى إليه الفعل إلا بواسطة « في »، وما جاء خلاف ذلك شاذ أو ضرورة ». الى أن يقول :
« و الأولى أن يضمن لأقعدنّ معنى ما يتعدّى بنفسه فينتصب « الصراط » على أنه مفعول به، والتقدير : لألزمن بقعودي صراطك المستقيم.
الزمخشري وافق سيبويه :
أما الزمخشري فوافق سيبويه قال :« و انتصابه على الظرف كقول ساعدة بن جؤية يصف رمحا :
لدن بهز الكفّ يعسل متنه فيه كما عسل الطريق الثعلب
يصفه بأنه لين يضطرب صلبه بسبب هزه فلا يبس فيه كما عسل أي اضطرب الثعلب في الطريق. فحذف الجار من الثاني للضرورة.
و في « عسل » معنى الدخول بسرعة.
[سورة الأعراف (٧) : الآيات ١٧ الى ١٨]
ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ (١٧) قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (١٨)
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٣١٥
اللغة :
(مَذْؤُماً) في المختار : الذّأم : العيب يهمز ولا يهز، يقال :
ذأمه من باب قطع إذا عابه وحقره، فهو مذءوم.
(مَدْحُوراً) : دحره : طرده وأبعده، وبابه قطع.
الاعراب :