و أنا غريرك من هذا الأمر : أي إن سألتني على غرّة أجبك به، لاستحكام علمي بحقيقته. وهو على غرارة : أي على خطر، وقال النمر بن تولب :
تصابى وأمسى علاه الكبر وأمسى لجمرة حبل غرر
أي : غير موثوق به. ورضى أعرابي عن امرأة فقال : هي الغرّاء بنت المخضبة. شبهها بالزبدة. ويقال للسوق درّة غرار : أي نفاق وكساد. و « لا غرار في الصلاة » وأصله : غارّت الناقة غرارا إذا نقص لبنها. وفلان مغار الكف للبخيل. ومنه : ما أذوق النوم إلا غرارا. وهذه المادة عجيبة في تنوع معانيها وتساوقها، في حين تئول كلها الى أصل واحد.
(طَفِقا) : من أفعال الشروع، وسيأتي الحديث عنها في باب الفوائد.
(يَخْصِفانِ) : في المختار :« خصف النعل خصفا : خرزها.
و قوله تعالى :« و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة » : أي يلزقان بعضه ببعض ليسترا به عورتهما ». وفي المصباح :« خصف الرجل نعله خصفا من باب ضرب فهو خصّاف، وهو فيه كرقع الثوب ».
الاعراب :
(وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) الواو استئنافية، وقاسمهما فعل وفاعل مستتر، والهاء مفعول به، والميم والألف حرفان
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٣٢٤
دالان على التثنية، والجملة مستأنفة، وجملة إن وما في حيزها مفسرة، لما تنطوي عليه المقاسمة، وإن واسمها، ولكما جار ومجرور متعلقان بالناصحين، ونصح فعل يتعدى تارة بنفسه وتارة بحرف الجر، وقال الفراء :« العرب لا تكاد تقول نصحتك، وإنما يقولون : نصحت لك، وأنصح لك، وقد يجوز نصحتك ». واللام هي المزحلقة، ومن الناصحين جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر إن (فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ) الفاء عاطفة، ودلاهما فعل وفاعل مستتر ومفعول به، وبغرور جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال، أي مصاحبين للغرور، فالفاء للمصاحبة، ويجوز أن يتعلقا بدلاهما، فتكون لمجرد السببية، أي :