أتى في قصة هود بالجملة الاسمية، فقال :« و أنا لكم ناصح أمين »، وأتى في قصة نوح بالجملة الفعلية، حيث قال :« و أنصح لكم »، وذلك لأن صيغة الفعل تدل على تجدده ساعة بعد ساعة، وكان نوح يكرر دعاءه ليلا ونهارا من غير تراخ، فناسب التعبير بالفعلية، وأما هود فلم يكن كذلك وقتا بعد وقت وقت، فلهذا عبر عنه بالاسمية.
٣- الكناية :
و ذلك في قوله :« قال : يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين »، فقد كنى عن تكذيبهم بقوله لهود عليه السلام :
إنا لنراك في سفاهة وقد تقدم البحث عنها كثيرا فجدد به عهدا.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٣٨٢
[سورة الأعراف (٧) : آية ٦٩]
أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٦٩)
اللغة :
(بَصْطَةً) : بفتح الباء : أي قوة وطولا، وفي معاجم اللغة :
البسطة : بفتح الباء التوسع والطول والكمال، وبسطة العيش : سعته.
(آلاءَ) جمع مفرده إلي بكسر الهمزة وسكون اللام كحمل وأحمال، أو ألي بضم الهمزة وسكون اللام كقفل وأقفال، وإلى بكسر الهمزة وفتح اللام كعنب وأعناب، أو ألى بفتح الهمزة واللام كقفا وأفقاء.
الاعراب :
(أَوَ عَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ) الهمزة للاستفهام الإنكاري المراد به النهي، أي : لا تعجبوا وتدبروا في أمركم. والواو حرف عطف، وعجبتم فعل ماض معطوف على محذوف دل عليه سياق الكلام، أي : أفكذبتم أو عجبتم، والمحذوف مستأنف مسوق لنهيهم عن الإمعان فيما هم عليه، وأن جاءكم مصدر مؤول منصوب بنزع الخافض، والجار والمجرور متعلقان بعجبتم، أي :


الصفحة التالية
Icon