التي توجد في بعض المواطن من :- فهي ليست إلا إشارات وبيانات موسيقية يشار الى الحانها بحرف أو حرفين أو ثلاثة فهي رموز صوتية فليس من المستبعد أن تكون فواتح السور إشارات صوتية لتوجيه الترتيل، ولعل ما أورده الدكتور زكي مبارك يتصل اتصالا قريبا أو بعيدا بما أوردناه من معنى التحدي وقرع العصا للمكابرين الذين سبروا أغوار القرآن وأدركوا بفطرتهم البلاغية ما يتميز به من بيان، وللسيوطي في كتابه الممتع « الإتقان » رأي يؤيد ما ذهبنا إليه إذ قال : انه أريد مفاجأة العرب، وهم أهل الفصاحة والبلاغة، برموز وإشارات لا عهد لهم بها ليزداد التفاتهم،
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٢٣
و تتنبه أذهانهم ونفوسهم (رَيْبَ) : الريب : الشّكّ وقلق النّفس واضطرابها وفي الحديث :« دع ما يريبك إلى ما لا يريبك » هذا وللريب في اللغة ثلاثة معان أحدها : الشك وهو المراد هنا، وثانيها التهمة قال جميل :
بثينة قالت : يا جميل اربتني فقلت : كلانا يا بثين ريب
و ثالثها الحاجة قال :
قضينا من تهامة كل ريب وخيبر ثم أجمعنا السيوفا
(يُنْفِقُونَ) نفق الشي ء ونقد بمعنى واحد وكل ما جاء مما فاؤه نون وعينه فاء دالّ على معنى النّفاد والخروج والذهاب يقال : نفث الشي ء من فيه : رمى به ونفث في العقد ومن أقوالهم :« لا بد للمصدور أن ينفث » و « هذه نفثة مصدور » ونفق الحمار : مات والتقصّي في هذا الباب، يضيق عنه صدر هذا الكتاب وهو من عجائب ما تميّزت به لغتنا الشريفة وسيأتيك الكثير من أمثاله في هذا الكتاب العجيب (الْمُفْلِحُونَ) الفائزون ببغيتهم الذين انفتحت أمامهم وجوه الظفر وكل ما جاء ممّا فاؤه فاء وعينه لام دال على معنى الانفتاح والشّقّ نحو فلق وفلح.
الإعراب :