إن واسمها، وعند اللّه الظرف متعلق بمحذوف حال، والصم خبر إن، والبكم خبر ثان، والذين صفة، وجملة لا يعقلون صلة (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ) الواو استئنافية، ولو حرف امتناع لامتناع متضمن معنى الشرط، وعلم اللّه فعل وفاعل، وفيهم جار ومجرور متعلقان بعلم، وخيرا مفعول به، ولأسمعهم : اللام رابطة لجواب لو، وأسمعهم فعل وفاعل مستتر والهاء مفعول به. (وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) الواو عاطفة، ولو لمجرد الربط ولا يصح أن تكون امتناعية، لأنه يصير المعنى : انتفى توليهم لانتفاء إسماعهم، وهذا خلاف الواقع فهي حينئذ لمجرد الربط بمعنى إن، وأسمعهم فعل ماض والهاء مفعول به، لتولوا : اللام رابطة، وتولوا فعل ماض وفاعل، والواو حالية، وهم
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٥٥٠
معرضون مبتدأ وخبر والجملة حالية، والفرق بين الإسماعين أن يراد بالإول : ولو علم اللّه فيهم خيرا لأسمعهم إسماعا يخلق لهم به الهداية والقبول، ولو أسمعهم لا على أنه يخلق لهم الاهتداء بل إسماعا مجردا من ذلك لتولوا وهم معرضون.
الفوائد :
قال ابن هشام :
« لهجت الطلبة بالسؤال عن قوله تعالى :« و لو علم اللّه فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا » وتوجيهه أن الجملتين يتركب معهما قياس، وحينئذ فنتج : لو علم اللّه فيهم خيرا لتولوا، وهذا مستحيل.
و الجواب من ثلاثة أوجه : اثنان يرجعان الى نفي كونه قياسا، وذلك بإثبات اختلاف الوسط، أحدهما أن التقدير لأسمعهم إسماعا نافعا ولو أسمعهم إسماعا لتولوا. والثاني أن يقدر : ولو أسمعهم، على تقدير عدم علم الخير فيهم. الثالث بتقدير كونه قياسا متحد الوسط صحيح الانتاج، والتقدير : ولو علم اللّه فيه خيرا وقتا ما لتولوا بعد ذلك الوقت.
[سورة الأنفال (٨) : الآيات ٢٤ الى ٢٦]