٥- أن تقع خبرا عن قول، ومخبرا عنها بقول، والقائل للقولين واحد، نحو : قولي أني أحمد اللّه، بفتح همزة « أن » وكسرها. فالفتح على حقيقته من المصدرية، أي قولي حمدا للّه، والكسر على معنى المقول، أي : مقولي إني أحمد اللّه.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٥٦٥
٦- أن تقع بعد واو مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه، كقوله تعالى :« إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ ولا تضحى »، قرأ نافع وأبو بكر بالكسر في « و إنك لا تظمأ » إما على الاستئناف أو العطف على جملة « إن » الأولى، وعليهما فلا محل لها من الإعراب.
و قرأ الباقون من السبعة بالفتح بالعطف على « أن لا يجوع » من عطف المفرد على مثله، والتقدير : أن لك عدم الجوع وعدم الظمأ.
٧- أن تقع بعد « حتى »، ويختص الكسر بالابتدائيه، نحو :
مرض زيد حتى إنهم لا يرجونه، ويختص الفتح بالجارة والعاطفة، نحو : عرفت أمورك حتى أنك فاضل ف « حتى » في هذا المثال تصلح لأن تكون جارة ولأن تكون عاطفة، وأن فيهما مفتوحة.
٨- أن تقع بعد « أما » بفتح الهمزة وتخفيف الميم، نحو :
أما أنك فاضل فالكسر على أن « أما » حرف استفتاح بمنزلة « ألا » وتلك تكسر « إن » بعدها، والفتح على أنها مركبة من همزة الاستفهام و « ما » العامة بمعنى شي ء، وصارا بعد التركيب بمعنى : أحقا.
٩- أن تقع بعد « لا جرم »، نحو قوله تعالى :« لا جرم أن اللّه يعلم ما يسرون »، والغالب الفتح، ووجهه أن تجعل ما بعد « أن » مؤولا بمصدر مرفوع فاعل لجرم، وجرم معناه ثبت وحق، وأصل الجرم القطع، وعلم اللّه بالأشياء مقطوع به، لأنه حق وثابت، ولا حرف نفي للجواب يراد به كلام سابق، فكأنه قال : لا، أي : ليس الأمر كما زعموا، ثم قال جرم ان اللّه يعلم، أي حق وثبت علمه.
و سيأتي مزيد من القول في « لا جرم » عند الكلام عليها في موضعها.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٥٦٦
تنبيه لا بد منه :