٣- ومنها إخراج ما لم تجربه العادة الى ما جرت به العادة كقوله تعالى :« و إذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ».
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٧٢
٤- ومنها إخراج ما لا يعلم بالبديهة الى ما يعلم بالبديهة كقوله تعالى :« و جنة عرضها السماوات والأرض ».
٥- منها إخراج ما لا قوة له في الصفة الى ما له قوة في الصفة كقوله تعالى :« و له الجوار المنشآت في البحر كالأعلام ».
٦- ومنها بيان إمكان المشبه وذلك حين يسند اليه أمر مستغرب لا تزول غرابته إلا بذكر شبيه له كقول البحتري :
دان الى أيد العفاة وشاسع عن كل ندّ في الندى وضريب
كالبدر أفرط في العلو وضوءه للعصبة السّارين جد قريب
فقد وصف البحتري ممدوحه في البيت الأول بأنه قريب للمحتاجين، بعيد المنزلة، بينه وبين نظرائه في الكرم بون شاسع، ولكن البحتري حينما أحس بأنه وصف ممدوحه بوصفين متضادين هما : القرب والبعد. أراد أن يبين لك أن ذلك ممكن وأن ليس في الأمر تناقض، فشبه ممدوحه بالبدر الذي هو في السماء ولكن ضوءه قريب جدا للسائرين بالليل.
٧- ومنها بيان حاله وذلك حينما يكون المشبه غير معروف الصفة قبل التشبيه فيفيده التشبيه الوصف كقول النابغة :
كأنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب
فقد شبه النابغة ممدوحه بالشمس وشبه غيره من الملوك بالكواكب، لأن سطوة الممدوح تغض من سطوة كل ملك كما تخفي الشمس الكواكب، فهو يريد أن يبين حال الممدوح وحال غيره من الملوك.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٧٣


الصفحة التالية
Icon