وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) ويأبى اللّه عطف على يريدون وإلا أداة حصر لأن الكلام على تقدير النفي لأن يأبى تجري مجرى لم يرد وأن وما في حيزها مفعول يأبى ولو الواو حالية ولو شرطية جوابها محذوف لدلالة ما قبله عليه تقديره لأتمه ولم يبال بكراهتهم والجملة
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٩١
حالية والمعنى لا يريد اللّه إلا إتمام نوره ولو كرهوه وقد قيل : كيف دخلت « إلا » الاستثنائية على يأبى ولا يجوز كرهت أو أبغضت إلا زيدا، وقال الفراء : إنما دخلت لأن في الكلام طرفا من الجحد، وقال الزجاج : إن العرب تحذف مع أبى والتقدير ويأبى اللّه كل شي ء إلا أن يتم نوره، وقال علي بن سليمان : إنما جاز هذا في أبى لأنها منع أو امتناع فضارعت النفي، قال النحاس : وهذا أحسن كما قال الشاعر :
و هل لي أم غيرها إن تركتها أبى اللّه إلا أن أكون لها ابنا
البلاغة :
في قوله تعالى :« ذلك قولهم بأفواههم » إيهام بأن القول لا يكون إلا بالفم فما معنى ذكر أفواههم؟ ولكن السر كامن في الأفواه وهو أن ما تندبه لا يكون إلا مجرد قول لا يؤبه له ولا يعضده برهان ولا تنهض به حجة فما هو إلا لفظ فارغ وهراء لا طائل تحته كالألفاظ المهملة التي هي أجراس ونغم لا تنطوي على معان وما لا معنى له لا يعدو الشفتين.
[سورة التوبة (٩) : الآيات ٣٣ الى ٣٥]