لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي وللحب ما لم يبق مني وما بقي
قال السري : فكتبت القصيدة واعتبرتها في تلك الليلة فلم أجدها من مختارات أبي الطيب لكن رأيته يقول في آخرها عن ممدوحه :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ١٥٥
إذا شاء أن يلهو بلحية أحمق أراه غباري ثم قال له : الحق
فقلت : واللّه ما أشار سيف الدولة إلا الى هذا البيت وأحجمت عن معارضة القصيدة.
و ألطف من هذا ما حكاه ابن الجوزي في كتاب الأدباء فإنه من غرائب التلميح قال : قعد رجل على جسر بغداد فأقبلت امرأة بارعة في الجمال من جهة الرصافة الى الجانب الغربي فاستقبلها شاب، فقال لها :
رحم اللّه علي بن الجهم فقالت له : رحم اللّه أبا العلاء المعري، وما وقفا بل سارا مغربا ومشرقا، قال الرجل فتبعت المرأة فقلت لها : واللّه إن لم تقولي ما أراد بابن الجهم فضحتك قالت أراد به :
عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
و أردت بأبي العلاء قوله :
فيا دارها بالكرخ إن مزارها قريب ولكن دون ذلك أهوال
الفوائد :
أورد ابن هشام هذه الآية شاهدا على خروج إذا عن الاستقبال وذلك على وجهين أحدهما أن تجي ء للماضي كما جاءت إذ للمستقبل في قول بعضهم، والثاني أن تجي ء للحال وذلك بعد واو القسم نحو « و الليل إذا يغشى والنجم إذا هوى » قيل لأنها لو كانت للاستقبال لم
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ١٥٦
تكن ظرفا لفعل القسم لأنه إنشاء لا إخبار عن قسم يأتي، لأن قسم اللّه سبحانه قديم ولا لكون محذوف هو حال من الليل والنجم، لأن الحال والاستقبال متنافيان، وإذا بطل هذان الوجهان تعين انه ظرف لأحدهما على أن المراد به الحال اه.


الصفحة التالية
Icon