اسم متقدم عليه مخفوض ب « من » أو « في » فالاول كقولهم : منا ظعن ومنا أقام، فظعن وأقام جملتان في موضع رفع وهما نعتان لمنعوتين محذوفين مرفوعين على الابتداء أي منا فريق ظعن ومنا فريق أقام، والثاني كقول أبي الأسود الحماني يصف امرأة :
لو قلت ما في قومها لم تيثم يفضلها في حسب وميثم
أصله لو قلت ما في قومها أحد يفضلها لم تأثم في مقالتك فحذف الموصوف وهو أحد وأقام جملة يفضلها مقامه.
هذا ويجوز حذف النعت إن علم كقوله تعالى :« و كان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا » أي كل سفينة صالحة وقول عباس ابن مرداس :
و قد كنت في الحرب ذا تدرأ فلم أعط شيئا ولم أمنع
فحذف النعت وأبقى المنعوت أي شيئا طائلا والذي أحوج الى تقدير هذا النعت تحري الصدق فإن الواقع أنه أعطي شيئا بدليل قوله ولم أمنع ولكنه لم يرتضه فيحتاج الى تقدير صفة يكتسي بها الكلام جلباب الصدق ويتحلى بزنة الحق وقول المرقش الأكبر :
و رب أسيلة الخدين بكر مهفهفة لها فرع وجيد
أي فرع فاحم وجيد طويل بدليل أن حسن التغزل يستدعي إثبات الفرع والجيد موصوفين بصفتين محبوبتين.
بقي أنه يجوز حذف المنعوت والنعت معا كقوله تعالى :« لا يموت فيها ولا يحيا » أي حياة نافعة، وقد يحذفان إذا قام مقام النعت معموله
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ١٧٠
كما قالوا في « و اللّه ما هي بنعم الولد » أي واللّه ما هي بولد مقول فيه نعم الولد « و نعم السير على بئس العير » أي على عير مقول فيه بئس العير.
٢- أيهما المخلوط والمخلوط به؟
في قوله تعالى « خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا » جعل كلا منهما مخلوطا فما المخلوط به؟


الصفحة التالية
Icon