٢- إضافة الموصوف الى الصفة وبالعكس : الأصل أن لا يضاف موصوف الى صفته كرجل فاضل ولا تضاف صفة لموصوفها كفاضل رجل وما ورد من ذلك يؤول كقوله تعالى « قدم صدق » ومسجد الجامع وصلاة الأولى وحب الحصيد وحبة الحمقاء وتأويله أن يقدر موصوف أضيف إليه المضاف المذكور والتقدير في هذه الأمثلة قدم سعي صدق، ومسجد المكان الجامع، وصلاة الساعة الأولى، وحبة البقلة الحمقاء، وإنما وصفوها بالحمق لأنها تنبت في مجاري السيول فيمر السيل بها فيقطعها فتطؤها الأقدام، ومن أمثلة اضافة الصفة الى موصوفها قولهم جرد قطيفة بفتح الجيم وسكون الراء وفتح القاف وكسر الطاء، وسحق عمامة بفتح السين وسكون الحاء وكسر العين وتأويله أن يقدر موصوف أيضا ويقدر إضافة الصفة الى جنسها ويجر جنسها بمن لأن الاضافة بمعنى من أي شي ء جرد من نفس القطيفة وشي ء سحق من جنس العمامة فشي ء موصوف وجردا وسحق صفته والصفة فيهما مضافة الى جنسها معنى.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٢٠٦
٣- ابن هشام وتعليق « للناس » : وأجاز ابن هشام أن يتعلق قوله « للناس » بكان في بحثه المتعلق بالتعليق بالفعل الناقص قال :
« هل يتعلقان بالفعل الناقص؟ من زعم أنه لا يدل على الحدث منع من ذلك وهم المبرد فالفارسي فابن جني فالجرجاني فابن برهان ثم الشلوبين، والصحيح أنها كلها دالة عليه إلا ليس » أي ف « كان » تدل على حدث وهو كون مطلق والمقيد له خبرها فمعنى كان زيد :


الصفحة التالية
Icon