الولي) ضد العدو فهو المحب ومحبة العباد للّه طاعتهم له ومحبته لهم إكرامه إياهم وعلى الأولى يكون فعيل بمعنى فاعل وعلى الثاني بمعنى مفعول فهو مشترك بينهما، هذا وقد تقصينا جميع التراكيب في الكلمات التي فاؤها وعينها ولامها واو ولاما وياء، فرأيناها تنحصر في الدلالة على معنى القرب والدنو يقال وليه وليا : دنامنه وأوليته إياه : أدنيته منه وكل مما يليك وجلست مما يليه وسقط الوليّ وهو المطر الذي يلي الوسمي وقد وليت الأرض وهي موليّة وولي الأمر وتوّلاه وهو وليه ومولاه وهو وليّ اليتيم ووليّ القتيل وهم أولياؤه وولي ولاية، وهو والي البلد وهم ولاته، ورحم اللّه ولاة العدل، واستولى عليه وهذا مولاي : ابن عمي، وهم مواليّ، ومولاي : سيدي وعبدي، ومولى بيّن الولاية سيد ناصر وهو أولى به ووالاه موالاة، ووالى بين الشيئين وهما على الولاء وتقول العرب : وال غنمك من غنمي أي اعزالها وميزها وإذا كانت الغنم ضأنا ومعزى قيل والها قال ذو الرمة :
يوالي إذا اصطكّ الخصوم أمامه وجوه القضايا من وجوه المظالم
و ولاه ركنه « فولّ وجهك شطر المسجد الحرام » وتوليته :
جعلته وليا « و من يتولهم منكم فإنه منهم » وتولاك اللّه بحفظه ووضع الوليّة على الراحلة وهي البرذعة قال أبو زبيد :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٢٧٠
كالبلايا رؤسها في الولايا ما نحات السّموم حرّ الخدود
و ولّى عني وتولى و « أولى لك » ويل لك، واستولى على الغاية وهذا من الغريب بمكان.
الاعراب :
(أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) ألا حرف تنبيه يستفتح بها الكلام مركبة من الهمزة ولا النافية مغيرة عن معناها الأول إلى التنبيه، وإن أولياء اللّه إن واسمها ولا نافية خوف مبتدأ وساغ الابتداء به لنفيه وعليهم خبر ولا الواو حرف عطف ولا نافية وهم مبتدأ وجملة يحزنون خبر.


الصفحة التالية
Icon