حتى غاية النفي ويروا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى والواو فاعل والعذاب مفعول به والرؤية
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٢٩٩
عينية ولذلك نصبت مفعولا واحدا فقط والأليم صفة وجواب لو محذوف أي فلا ينفعهم ايمانهم حينئذ كما لم ينفع فرعون.
الفوائد :
قال الزجاج : إن هذه الآية قد كثر سؤال الناس عنها وخوضهم فيها وفي السورة ما يدل على بيانها فان اللّه سبحانه يخاطب النبي وذلك الخطاب شامل للخلق فالمعنى فان كنتم في شك فاسألوا، والدليل عليه قوله في آخر السورة :« يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون اللّه ولكن أعبد اللّه الذي يتوفاكم » الآية فأعلم اللّه سبحانه أن نبيه ليس في شك ومثل هذه قوله « يا أيها النبي إذا طلقتم النساء » فقال طلقتم والخطاب للنبي (صلى اللّه عليه وسلم) وحده قال أبو عمرو ومحمد بن عبد الواحد الزاهد : سمعت الإمامين ثعلبا والمبرد يقولان : معنى فإن كنت في شك أي قل يا محمد للكافر فإن كنت في شك.
و قال الفراء : إن الخطاب لرسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) وان لم يشك وعلم اللّه أنه غير شاك ولكن الكلام خرج مخرج التقرير والإفهام كما يقول الابن لأبيه، إن كنت والدي فتعطف علي أو لولده إن كنت ابني فأطعني يريد بذلك المبالغة وربما خرجوا في المبالغة الى ما يستحيل كقولهم : بكت السماء لموت فلان أي لو كانت السماء تبكي على ميت لبكت عليه وكذلك يكون هاهنا المعنى لو كنت ممن يشك فشككت فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك.
و قال الزمخشري : إن أمر رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٣٠٠