١- التورية في قوله :« وسطا » فالمعنى القريب الظاهر للوسط هو التوسط مع ما يعضده من توسط قبلة المسلمين، ومعناه البعيد المراد هو الخيار كما تقدم في باب اللغة.
٢- الكناية في الوسط أيضا عن غاية العدالة كأنه الميزان الذي لا يحابي ولا يميل مع أحد.
٣- المجاز المرسل في قوله :« على عقبيه » والعلاقة هي المصير والمآل، فليس ثمة أسمج ولا أقبح من رؤية الإنسان معكوس الخلقة، مخالفا للمألوف المعتاد.
٤- التقديم والتأخير : فقد قدم « شهداء » على صلته وهي « على الناس »، وأخر « شهيدا » عن صلته وهي « عليكم » لأن المنّة عليهم في الجانبين ففي الاول بثبوت كونهم شهداء، وفي الثاني بثبوت كونهم مشهودا لهم بالتزكية، والمقدم دائما هو الأهم.
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٢٠٤
الفوائد :
١- لا مندوحة لنا عن إيراد بعض الأقوال الجديرة بالاهتمام، فقد أورد العلماء خمسة أعاريب لهذه الآية يضيق المجال عن إيرادها وقد أوردنا ما اخترناه منها واختاره الزمخشري، واختار الجلال أن تكون « القبلة » المفعول الثاني مقدما و « التي كنت عليها » هو المفعول الأول محتجا بأن التصيير هو الانتقال من حال الى حال، فالمتلبس بالحالة الثانية هو المفعول الثاني، ألا ترى أنك تقول : جعلت الطين خزفا. واختاره أبو حيان. وقيل « القبلة » هي المفعول الأول و « التي كنت عليها » صفة، أما المفعول الثاني فهو محذوف تقديره منسوخا أو نحوه.
لمحة تاريخية :


الصفحة التالية
Icon