لعل) هي للتوقع وعبر عنه قوم بالترجي في الشي ء المحبوب نحو لعل الحبيب قادم وقوله تعالى « لعل اللّه يحدث بعد ذلك أمرا » والإشفاق في الشي ء المكروه نحو « فلعلك باخع نفسك » أي قاتل نفسك والمعنى أشفق على نفسك أن تقتلها حسرة على ما فاتك من اسلام قومك فتوقع المحبوب يسمى ترجيا وتوقع المكروه يسمى إشفاقا وقال الأخفش والكسائي : وتأتي لعل للتعليل نحو « افرغ من عملك لعلنا نتغدى » ومنه قوله تعالى :« لعله يتذكر » أي ليتذكر وقال الكوفيون تأتي لعل للاستفهام، قال في المغني ولهذا علق به الفعل نحو « لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا » وقوله تعالى « و ما يدريك لعله يزكى » وبعض العرب يجرون بها ويستشهدون على ذلك بقوله :
فقلت ادع أخرى وارفع الصوت جهرة لعل أبي المغوار منك قريب
إذا عرفت ما قرره النحاة فأي من معاني لعل ينطبق على الآية التي نحن بصددها؟ إذا كانت للتوقع فتوقع ترك التبليغ لا يليق بمقام النبوة وأجابوا عن هذا الاعتراض بأننا لا نسلم أن لعل على بابها من الترجي بل هي هنا للتبعيد فانها تستعمل لذلك أيضا وجواب آخر وهو أن
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٣٢٥
تكون هنا للاستفهام الانكاري كما تقدم والمعنى انك بلغ الجهد في تبليغهم انهم يتوقعون منك ترك التبليغ لبعضه وهو جميل جدا.
[سورة هود (١١) : الآيات ١٥ الى ١٦]
مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ (١٥) أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٦)
اللغة :
(وَزِينَتَها) الزينة تحسين الشي ء بغيره من لبسة أو حلية أو هيئة، يقال زانه يزينه زينة وزيّنه يزينه تزيينا.
(نُوَفِّ) : التوفية تأدية الحق على التمام.