و طالق فالاستثناء على هذا متصل أيضا فأما خبر لا فلا يجوز أن يكون اليوم لأن ظرف الزمان لا يكون خبرا عن الجثة بل الخبر من أمر اللّه واليوم معمول من أمر اللّه ولا يجوز أن يكون اليوم معمول عاصم إذ لو كان كذلك لنون ». وأورد صاحب الانتصاف كلاما جميلا نورده فيما يلي :« إن الاحتمالات الممكنة هنا أربعة : لا عاصم إلا راحم ولا معصوم إلا مرحوم ولا عاصم إلا مرحوم ولا معصوم إلا راحم فالأولان استثناء من الجنس والآخران استثناء من غير الجنس فيكون منقطعا. (وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) الواو عاطفة وحال فعل ماض وبينهما متعلقان بحال والموج فاعل فكان عطف على حال واسم كان مستتر ومن المغرقين خبر كان.
[سورة هود (١١) : آية ٤٤]
وَ قِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤٤)
اللغة :
(البلع) معروف والفعل منه مكسور العين ومفتوحها بلع وبلع حكاهما الكسائي والفراء وفي المصباح : بلعت الطعام بلعا من باب تعب والماء والريق بلعا ساكن اللام وبلعته بلعا من باب نفع لغة وابتلعته، ومن مجاز هذا الفعل : أبلعني ريقي أي أمهلني حتى أقول أو أفعل.
قال الزمخشري في أساس البلاغة : وقلت لبعض شيوخي : ابلعني ريقي فقال : قد أبلعتك الرافدين.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٣٥٩
(الاقلاع) إذهاب الشي ء من أصله حتى لا يرى له أثر يقال :
أقلعت السماء إذا ذهب مطرها حتى لا يبقى منه شي ء وأقلع عن الأمر إذا تركه رأسا.


الصفحة التالية
Icon