الذهاب الى مقر خفي ومع هذا فهي قرينة للاستعارة المكنية التي في الماء أي استعارة الماء للغذاء لجامع تقوي الأرض بالماء في الإنبات تقوي الآكل بالطعام.
١٢- المجاز المرسل :
و ذلك في قوله « يا سماء » فان الحقيقة : ويا مطر السماء اقلعي، والعلاقة في هذا المجاز السببية لأن الماء سبب المطر أو المحلية لأنها محلها بما يتجمع فيها من سحب واضافة الماء الى الأرض مجاز أيضا تشبيها لاتصاله بها باتصال الملك بالمالك، وفيها نكتة أخرى وهي التنبيه على حدوث هذا الماء من الأرض أيضا لا من السماء فقط كما يدل عليه قوله تعالى « و فار التنور ».
١٣- التمثيل :
و هو أن يريد المتكلم معنى فلا يعبر عنه بلفظه الخاص ولا بلفظي الاشارة والارداف بل بلفظ هو أبعد من لفظ الارداف قليلا يصلح أن يكون مثلا للفظ الخاص لأن المثل لا يشبه المثل من جميع الوجوه ولو تماثل المثلان من كل الوجوه لاتحدا، وقد تقدم تفصيل هذا الفن في قوله « و استوت على الجودي » فإن حقيقة ذلك : وجلست على ذلك المكان فعدل عن الحقيقة الى التمثيل لما في الاستواء من الاشعار بجلوس متمكن لا زيغ فيه ولا ميل ولا حركة معه ولا اضطراب.
١٤- الإيجاز :
فقد اقتص سبحانه القصة بلفظها مستوعبة بحيث لم يخلّ منها بشي ء في أخصر عبارة وبألفاظ غير مطولة.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٣٦٨
١٥- التسهيم :
و هو أن يكون ما تقدم من الكلام دليلا على ما يتأخر منه أو بالعكس والتسهيم في الآية هو أن أول الآية يقتضي آخرها.
١٦- التهذيب :
لأن مفردات الألفاظ موصوفة بصفات الحسن، وكل لفظة سهلة مخارج الحروف، سلمت من التنافر والغرابة ومخالفة القياس.
١٧- التمكين :
لأن الفاصلة مستقرة في قرارها مطمئنة في مكانها غير قلقة ولا ناشزة.
١٨- الانسجام :
و هو تحديد الكلمات بسهولة وعذوبة مع الجزالة التي يقتضيها المقام ويتطلبها مقتضى الحال.
١٩- الارصاد :
و هو أن يحدس القارئ بالفاصلة قبل أن يتلفظ بها.


الصفحة التالية
Icon