لحق مثل ما انكم تنطقون » فمثل في موضع رفع وقد جرى وصفا للنكرة إلا انه فتح للاضافة إلى ما وسيأتي مزيد من هذا البحث. (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) ان واسمها وهو ضمير فصل أو مبتدأ والقوي العزيز خبر ان لإن أو لهو والجملة خبر إن (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ) الواو عاطفة على المعنى وأخذ فعل ماض وحذفت منه تاء التأنيث إما لكون المؤنث وهو الصيحة مجازيا أو للفصل بالمفعول به والذين مفعول به وجملة ظلموا صلة والصيحة فاعل فأصبحوا عطف على أخذ والواو اسم أصبح وجاثمين خبرها وفي ديارهم جار ومجرور متعلقان بجاثمين. (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها) كأن مخففة من الثقيلة واسمها أي كأنهم، وجملة لم يغنوا خبرها وفيها متعلقان بيغنوا. (أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ) تقدم إعراب نظيره بحروفه.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٣٩٢
الفوائد :
للأفعال التي تنصب مفعولين ثلاثة أحكام (و هي أفعال القلوب) :
١- الإعمال : وهو الأصل فيها وهو نصب مفعولين.
٢- الإلغاء : وهو إبطال العمل لفظا ومحلا لضعف العامل بتوسطه بين المبتدأ والخبر أو تأخره عنهما فلتوسط كزيد ظننت قائم والتأخر نحو زيد قائم ظننت.
قال منازل بن ربيعة المنقري :
أ بالأراجيز يا ابن اللؤم توعدني وفي الأراجيز خلت اللؤم والخور
فوسط خلت بين المبتدأ المؤخر وهو اللؤم والخبر المقدم وهو في الأراجيز.
و قال أبو سيده الدبيري :
و إن لنا شيخين لا ينفعاننا غنيين لا يجري علينا غناهما
هما سيدانا يزعمان وإنما يسوداننا إن أيسرت غنماهما
و إلغاء العامل المتأخر أقوى من إعماله والعامل المتوسط بالعكس فالإعمال فيه أقوى من إهماله.
٣- التعليق : وهو ابطال العمل لفظا لا محلا لمجي ء ما له صدر الكلام بعده وهو :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٣٩٣


الصفحة التالية
Icon