في قوله تعالى :« أليس الصبح بقريب » إرسال المثل أو التمثيل وهو فن يمكن تعريفه بأن يكون ما يخرجه المتكلم ساريا مسير الأمثال السائرة وقد تقدمت الاشارة إليه وسيرد المزيد منه وقد عني علماؤنا الأقدمون باستقصاء جميع أمثال الكتاب العزيز من السور على ترتيبها، أما في الشعر العربي فقد أوردنا فيما تقدم أمثالا ضمنها شاعر الخلود أبو الطيب المتنبي أبياته فجاءت آية في الإبداع كما أوردنا قصيدة
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٤١٢
لابن زيدون، ويحكى انه كان بعض مشايخ الأنبار في زمن الرشيد يؤذن ويصلي في مسجد وكان إذا حضر أوان الورد دفع مفتاح المسجد الى أهل المحلة ثم انغمس في لجة لهوه فلم يظهر وفي الدنيا وردة وكان إذا جلس الى شرابه يغني بصوت عال ويقول :
يا صاحبي اسقياني من قهوة خندريس
خذا من الورد حظا بالقصف غير حبيس
على وجينات ورد يذهبن همّ النفوس
ما تنظران فهذا زمان حث الكؤوس
فبادروا قبل فوت « لا عطر بعد عروس »
[سورة هود (١١) : الآيات ٨٤ الى ٩٥]


الصفحة التالية
Icon