٩- غضب هو وأبوه على بقية الأولاد ثم رضيا عنهم.
١٠- ثم وأخيرا سجد له أبواه واخوته تحقيقا لرؤياه فناسب الختام البدء وكانت براعة التخلص من أجمل ما عرف في الكتابة.
حسن التخلص في الشعر :
على أنه لا يفوتنا أن نورد بعض ما ورد من حسن التخلص في شعرنا العربي ومن المؤسف أن ينتهي غالبا بالمديح ونحن لا نقر هذا المديح ولا نعترف به إلا من حيث انه تقليد بحث أو تسجيل لما جرى على يد الممدوح من نفع عام، قال أبو تمام يمدح أبا دلف وهو بطل عربي اشتهر بجهاده :
و دع فؤادك توديع الفراق فما أراه من سفر التوديع منصرفا
يجاذب الشوق طورا ثم يجذبه جهاده للقوافي في أبي دلفا
و من ألطف المخالص قول أبي العلاء المعري :
و لو أن المطيّ لها عقول وجدك لم تشد لها عقالا
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٤٥٤
مواصلة لها رحلي كأني من الدنيا أريد بها ان
فصالا سألن فقلت مقصدنا سعيد فكان اسم الأمير لهن فالا
الفوائد :
١- « رأى » من الرؤيا :
اختلف النحاة واللغويون في « رأى » الحلمية، والمحققون على أنها ملحقة برأى العلمية في التعدي لاثنين بجامع ادراك الحس في الباطن كقوله تعالى :« إني أراني أعصر خمرا » فأرى عملت في ضميرين متصلين لمسمى واحد وأحدهما فاعل والثاني مفعول أول وجملة أعصر حمرا المفعول الثاني وكقول عمرو بن أحمر الباهلي يذكر جماعة من قومه لحقوا بالشام فرآهم في منامه :
أراهم رفقتي حتى إذا ما تجافى الليل وانخزل انخزالا
فالهاء مفعول أول ورفقتي بضم الراي وكسرها مفعول ثان والرؤيا هنا حليمة بدليل قوله : حتى إذا ما تجافى الليل وانخزل انخزالا أي انطوى وانقطع، والى هذا أشار في الخلاصة :
و لرأى الرؤيا الم ما لعلما طالب مفعولين من قبل انتمى