ليست لدى من لفظ لدن وإن كانت من معناها لأن لدى معتلة اللام ولدن صحيح اللام وقالوا فيها لدن بفتح اللام وسكون الدال وكسر النون كأنهم استثقلوا ضم الدال فسكنوا تخفيفا كما قالوا في عضد عضد ولما سكنت الدال والنون ساكنة كسروا النون لالتقاء الساكنين وقالوا لدن بضم الدال وسكون اللام وكسر النون وقد حذفوا النون من لدن تخفيفا فقالوا من لد الصلاة ولد الحائط وليس حذف النون لالتقاء الساكنين واعلم أن حكم لدن أن يخفض ما بعدها بالإضافة كسائر الظروف لأن نونها من أصل الكلمة بمنزلة الدال من عند كما قال تعالى « من لدن حكيم عليم » غير أن من العرب من ينصب بها غدوة خاصة قال :
لدن غدوة حتى ألاذ بخفها بقية منقوص من الظل قالص
و قال ذو الرمة :
لدن غدوة حتى إذا امتدت الضحى وحثّ القطين الشّحشحان المكلّف
يعني الحادي والقطين جمع قاطن، قال سيبويه في هذا الصدد :
و قد نصبوا غدوة تشبيها بالمميز في نحو عندي راقود خلا وجبة صوفا
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٤٧٨
و المفعول في نحو هذا ضارب زيدا وقاتل بكرا وقال بعضهم تنصب غدوة بعد لدن على أنها خبر لكان المقدرة مع اسمها والتقدير لدن كان الوقت غدوة وجاز رفعها على أنها فاعل لفعل محذوف والتقدير لدن كانت عدوة أي وجدت فكان هنا تامة والغالب في لدن أن تجر بمن نحو « و علمناه من لدنا علما » وإذا أضيفت الى ياء المتكلم لزمتها نون الوقاية نحو « لدني » وهي تضاف الى المفرد كما رأيت والى الجملة نحو انتظرتك من لدن طلعت الشمس الى أن غربت.
[سورة يوسف (١٢) : الآيات ٣٠ الى ٣٣]


الصفحة التالية
Icon