و قال الزمخشري في المفصّل بصدد كلامه عن خبر لا النافية للجنس :« و قد يحذفه الحجازيون كثيرا فيقولون : لا أهل ولا مال ولا بأس ولا فتى إلا عليّ ولا سيف إلا ذو الفقار، ومنه كلمة الشهادة، ومعناها : لا إله في الوجود إلا اللّه، وبنو تميم لا يثبتونه في كلامهم أصلا ».
ابن يعيش :
و قال شارح المفصّل موفق الدين بن يعيش :« اعلم أنهم يحذفون خبر لا من : لا رجل ولا غلام ولا حول ولا قوة وفي كلمة الشهادة نحو : لا إله إلا اللّه، والمعنى : لا رجل ولا غلام ولا حول ولا قوة لنا، وكذلك لا إله في الوجود إلّا اللّه، ولا أهل لك ولا مال لك ولا بأس عليك، ولا فتى في الوجود إلا عليّ ولا سيف في الوجود إلا ذو الفقار، فالخبر الجار مع المجرور وهو محذوف، ولا يصح أن يكون الخبر « اللّه » في قولك لا إله إلا اللّه، وذلك لأمرين :
آ- انه معرفة و « لا » لا تعمل في معرفة.
ب- أن اسم « لا » هنا عام وقولك إلا اللّه خاص، والخاص لا يكون خبرا عن العام.
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٢٢٤
و نظيره : الحيوان انسان، فانه ممتنع لأن في الحيوان ما ليس بانسان، وقولك : الإنسان حيوان، جائز لأن الإنسان حيوان حقيقة وليس في الإنسان ما ليس بحيوان، ويجوز اظهار الخبر نحو :
لا رجل أفضل منك ولا أحد خير منك، هذا مذهب أهل الحجاز وأما بنو تميم فلا يجيزون تقديم خبر « لا » البتة ويقولون : هو من الأصول المرفوضة، ويتأوّلون ما ورد من ذلك، فيقولون في قولهم :
لا رجل أفضل منك : ان « أفضل » نعت لرجل على الموضع، وكذلك « خير منك » نعت لأحد على الموضع.
البدر الدماميني :
و تعقّب البدر الدّماميني الزّمخشريّ في حاشيته على المغني فقال :« و لا يخفى ضعف هذا القول، يعني قول الزمخشري، وانه يلزم منه ان الخبر يبنى مع لا، ولا يبنى معها إلا المبتدأ. ثم لو كان كذلك لم يجز نصب الاسم العظيم وقد جوزوه ».
الصلاح الصفدي :


الصفحة التالية
Icon