السفينة تؤنث وتذكر ». ومنشأ الخبط أنه لم يتأمل- وهو ينقل عبارة القاموس نقلا عشوائيا- أن التذكير خاص بالمفرد، أما التأنيث فطارى ء عليه لجمعه جمع تكسير. ونصّ عبارة القاموس :« و الفلك بالضم السفينة، ويذكّر، وهو للواحد والجميع، أو الفلك التي هي جمع تكسير للفلك التي هي واحد، وليست كجنب التي هي واحد وجمع، وأمثاله، لأن فعلا وفعلا يشتركان في الشي ء الواحد كالعرب والعرب ». فإن قيل : ان جمع التكسير لا بد فيه من تغيّر، فالجواب أن تغيّره مقدّر، فالضمة في حال كونه جمعا كالضمة في حمر وبدن، وفي حال كونه مفردا كالضمة في قفل. على أن ابن برّي استدرك فقال :« إنك إذا جعلت الفلك واحدا فهو مذكر لا غير، وإن جعلته جمعا فهو مؤنث لا غير » فتأمل هذا الفصل، فله على كل الفصول الفضل.
(الرِّياحِ) : جمع ريح. وياء الريح والرياح من واو، والأصل روح ورواح، وانما قلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، وهو ابدال مطّرد ولذلك لما زال موجب قلبها رجعت الى أصلها، فقيل : أرواح.
قالت ميسون بنت بحدل :
لبيت تخفق الأرواح فيه أحبّ إليّ من قصر منيف
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٢٢٨
و يغلب عليها الخير في الجمع، والشرّ في المفرد.
و قد لحن في هذه اللفظة عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير، فاستعمل الأرياح في شعره، وقال أبو حاتم له : إن الأرياح لا يجوز.
فقال عمارة : ألا تسمع قولهم : رياح؟ فقال له أبو حاتم : هذا خلاف ذلك. فقال له : صدقت ورجع. قلنا : ولكن ورد جمع الأرياح في القاموس للفيروزباديّ ونصّ عبارته :« و الريح مؤنثة وجمعها أرياح وأرواح ورياح وريح كعنب وجمع الجمع أرواح وأراييح ». ونقل صاحب المنجد عبارته بنصها تقريبا.
الاعراب :


الصفحة التالية
Icon