يَسُومُونَكُمْ) يذيقونكم وأصله من سام السلعة يسوم سوما وسواما عرضها وذكر ثمنها، وسام المشتري السلعة طلب بيعها أو ثمنها وسامت الماشية خرجت الى المرعى وسامه الأمر كلفه إياه وسامه خسفا أذله، قال عمرو بن كلثوم :
إذا ما الملك سام الناس خسفا أبينا أن نقر الذل فينا
و سام الطير على الشي ء حام عليه وسامت الريح مرّت واستمرّت وسام ناقته على الحوض : عرضها عليه.
و من المجاز سمت المرأة المعانقة : أردتها منها وعرضتها عليها وللسين مع الواو فاء وعينا خاصة عجيبة انهما تفيدان الكلمة معنى الإحاطة بالشي ء والهيمنة عليه وشموله وتغطيته لأن المحيط بالأشياء شامل لها مهيمن عليها فالسوء القبح وهو يحيط بصاحبه ويلفه، كما يحيط بمن يمتد إليهم ويصيبهم وقال تعالى « عليهم دائرة السوء » وفلان يحيط الحسنى بالسوأى، وهذا مما ساءك وناءك ومما يسوءك وينوءك قال الجاحظ : هو من السوء : البرص وقال أبو زبيد :
لم يهب حرمة النديم وحقّت يا لقومي للسوءة السواء
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ١٥٧
و سوّج وسيّج الكرم ونحوه أو على الكرم عمل عليه سياجا يحوطه ويصونه والسياج بكسر السين الحائط وما أحيط به على كرم ونحوه وجمع السياج سياجات وأسوجة وسوج وعملت سفينة نوح من ساج وهي خشب سود رزان لا تكاد الأرض تبليها، ولبسوا السيجان وهي الطيالسة المدورة الواسعة، والساحة فضاء بين دور الحي يحيط بها لا بناء فيه ولا سقف وجمعه ساح وسوح وساحات ويقولون : احمر اللّوح واغبرّت السوح إذا وقع الجدب وقال أبو ذؤيب :
و كان سيّان أن لا يسرحوا نعما أو يسرحوه بها واغبرت السّوح