و- الإضراب ك « بل » واشترط سيبويه لاجازة ذلك شرطين تقدم نفي أو نهي وإعادة العامل نحو ما قام زيدا وما قام عمرو واستشهد بقوله تعالى :« و لا تطع منهما آثما أو كفورا » ولم يشترط غير سيبويه هذين الشرطين واستشهدوا بقول جرير :
كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية لو لا رجاؤك قد قتلت أولادي
و قيل هي المقصودة بقوله تعالى « و أرسلناه الى مائة ألف أو يزيدون » فقال الفراء الاخبار الاول بحسب ما يظهر للناس ليندفع الاعتراض بأنه كيف يجوز الاضراب مع كونه عالما بعددهم وأنهم يزيدون فهو إخبار منه تعالى بناء على ما يحزر الناس من غير تحقيق ثم أخذ في التحقيق مضربا عما يغلط فيه الناس بناء على ظاهر الحزر وسيأتي المزيد من هذا البحث القيم عند الكلام على هذه الآية.
ز- التقسيم نحو : الكلمة اسم أو فعل أو حرف وسماه بعضهم التفريق نحو قوله تعالى :« و قالوا كونوا هودا أو نصارى » وهو أولى من التعبير بالتقسيم لأن استعمال الواو في التقسيم أجود.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ١٧٧
ح- أن تكون بمعنى إلا في الاستثناء وهذه ينتصب المضارع بعدها بإضمار أن كقول زياد الأعجم :
و كنت إذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها أو تستقيما
و هذه الآية منها ولكن امتنع النصب لدخول اللام الدالة على الحال فيمتنع تقدير ان الدالة على الاستقبال لئلا تحصل المنافاة.
ط- أن تكون بمعنى الى وهي كالتي قبلها في انتصاب المضارع بعدها بأن مضمرة كقوله :
لأستسهلنّ الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر
ي- أن تكون للتقريب نحو ما أدري أسلّم أو ودع قال الحريري في درة لغواص :« انهم لا يفرقون بين قولهم : لا أدري أينا أقام أو أذن وقولهم أدري أقام أم أذن والفرق بينهما انك إذا نطقت بأم كنت شاكأ فيما أتى به من الإقامة والأذان وإذا أتيت بأو فقد حققت أنه أتى بالأمرين إلا انه لسرعة وقرب ما بينهما صار بمنزلة من لم يقم ولم يؤذن ».


الصفحة التالية
Icon