١- (رب) ويقال ربت وربما وربتما وقد تخفف حرف جر للتقليل أو للتكثير حسبما يستفاد من سياق الكلام ولا يدخل الا على نكرة وهو في حكم الزائد فلا يتعلق بشي ء نحو : رب جهل رفع، وإذا لحقته « ما » كفته عن العمل فيجوز دخوله على الافعال والمعارف فتقول ربما أقبل الخليل وربما الخليل مقبل وقد يبقى على عمله كقوله « ربما ضربة بسيف صقيل » وتكف بما فتدخل حينئذ على الاسم والفعل وتصير كحرف الابتداء يقع بعدها الجملة من الفعل والفاعل كقوله :
ربما تجزع النفوس من الأمر له فرجة كحل العقال والمبتدأ والخبر كقول أبي دؤاد الايادي :
ربما الجامل المؤبل فيهم وعناجيج بينهنّ المهار
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٢١٨
و تخلفها الواو كقول امرئ القيس :
و ليل كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
كما تخلفها الفاء كقول امرئ القيس أيضا :
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم محول
هذا ورب في الآية معناها التكثير كما قال الشاعر :
رب رفد هرقته ذلك اليوم وأسرى من معشر أقيال
أما علة دخوله على النكرة واختصاصها بها لأن النكرة تدل على الشيوع فيجوز فيها التقليل لقبولها التقليل، والتكثير لقبولها التكثير وأما المعرفة فمعلومة المقدر لا تحتمل تقليلا ولا تكثيرا، ولكنها قد تدخل في السعة على المضمر كما تدخل على المظهر مثل دخول الكاف في الضرورة كقول العجاج :
كل الذنابات شمالا كثبا وأم أوعال كها أو أقربا
إلا أن الضمير بعد رب يلزم الإفراد والتذكير والتفسير بتمييز يأتي بعده نحو ربه رجلا عرفته وربه امرأة لقيها وقال ابن النحاس :


الصفحة التالية
Icon