قوله « نبى ء عبادي اني أنا الغفور الرحيم » هذا مما ورد منظوما في القرآن ولكنه ليس شعرا لأنه ليس مقصودا وقد تقدم القول في بعض الآيات التي وردت موزونة وهذه الآية تؤلف بيتا كاملا من البحر المجتث ولكننا لم نذكر هناك معاني أسماء الأبحر وفيما يلي بيان بالأسماء ومعانيها :
ذكر الزجاج أن ابن دريد أخبره عن أبي حاتم عن الأخفش قال :
سألت الخليل : لم سميت الطويل طويلا؟ قال لأنه طال بتمام أجزائه قلت : فالبسيط؟ قال : لأنه انبسط عن مدى الطويل وجاء وسطه فعلن وآخره فعلن، قلت : فالمديد؟ قال : لتمدد سباعيه حول حماسيه قلت : فالوافر؟ قال : لوفور أجزائه وتدا بوتد قلت : فالكامل؟
قال : لأن فيه ثلاثين حركة لم تجتمع في غيره من الشعر قلت : فالهزج؟
قال : لأنه يضطرب شبه بهزج الصوت قلت : فالرجز؟ قال : لاضطرابه كاضطراب قوائم الناقة عند القيام قلت : فالرمل؟ قال : لأنه برمل الحصير لضم بعضه الى بعض قلت : فالسريع؟ قال : لأنه يسرع على اللسان، قلت : فالمنسرح؟ قال : لانسراحه وسهولته، قلت : فالخفيف؟
قال : لأنه أخف السباعيات قلت : فالمقتضب؟ قال : لأنه اقتضب من السريع، قلت : فالمضارع؟ قال : لأنه ضارع المقتضب، قلت :
فالمجتثّ؟ قال : لأنه اجتث أي قطع من طويل دائرته، قلت :
فالمتقارب؟ قال : لتقارب أجزائه لأنها خماسية كلها يشبه بعضها بعضا.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٢٤٦
[سورة الحجر (١٥) : الآيات ٥١ الى ٦٤]
وَ نَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ (٥١) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (٥٢) قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (٥٣) قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (٥٤) قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ (٥٥)