إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) تقدم اعراب نظيرتها.
البلاغة :
شملت الآية الكريمة وهي « فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون » شملت على وجازتها آداب المسافرين لأمر مهم ديني أو دنيوي من الآمر والمأمور والتابع والمتبوع وسنلخص ما ورد فيها من آداب :
١- أمره بأن يقدمهم أمامه لئلا يشتغل بمن خلفه قلبه وليكون مطلعا عليهم وعلى أحوالهم.
٢- جعل السرى في آخر الليل لأنه أخفى للويل ولأن الإنسان يكون نشيطا فيه.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٢٥٦
٣- نهاهم عن الالتفات الذي يعوق الساري المسرع المغذ في سراه في تلك الحالة المهولة المحذورة ولئلا يروا ما حلّ بقومهم من العذاب فترق قلوبهم لهم.
٤- ولئلا يتخلف منهم أحد لغرض فيصيبه العذاب ولأن المتلفت يقف دائما ويتذكر مرابعه ومراتعه فيتحسر ويأسى وقد يدوم النشيج كما حدث للصمة بن عبد اللّه.
تلفت نحو الحي حتى وجدتني وجعت من الإصغاء ليتا واخدعا
و كما حدث للشريف الرضي :
و لقد وقفت على ديارهم وطلولها بيد البلى نهب
و بكيت حتى ضج من لغب نضوي ولج بعذلي الركب
و تلفتت عيني فمذ خفيت عني الطلول تلفت القلب
الفوائد :
و في أمثال العرب :« أجور من قاضي سدوم » قالوا بفتح السين مدينة من مدائن قوم لوط، قال الأزهري قال أبو حاتم في كتابه الذي صنفه في المفسد والمذال : إنما هو سذوم بالذال المعجمة والدال خطأ قال الأزهري : وهذا عندي هو الصحيح قال الطبري :« هو ملك من بقايا اليونانية غشوم كان بمدينة سرمين من أرض قنسرين » وهذا هو الذي اعتمده صاحب القاموس فحمله على تغليط الجوهري وقال الثعالبي : إن سدوم من الملوك المتقدمين المتصفين بالجور « كالة » قاض
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٢٥٧


الصفحة التالية
Icon