و هو استعارة لأن الظل في الحقيقة إنما هو ضوء شعاع الشمس دون الشعاع فإذا لم يكن ضوء فهو ظلمة وليس بظل وقال أصحاب العلم : الظل مطلقا هو الضوء الثاني ومعنى ذلك أن النير إذا ارتفع عن الأفق استضاء الهواء بإثبات الشعاع فيه فهذا هو الضوء الأول فإذا حجب هذا الضوء حاجب كان ما وراء ذلك الحاجب ضوءا ثانيا بالنسبة إلى الضوء الاول لأنه مستفاد منه وهذا الضوء الثاني هو الظل وقد أوحى خيال الظل الى الشعراء طرائف بديعة فمن ذلك قول المناوي في راقصة :
إذا ما تغنت قلت : سكرى صبابة وإن رقصت قلنا احتكام مدام
أرتنا خيال الظل والستر دونها فأبدت خيال الشمس وهو غمام
و ذكر ابن قتيبة في كتابه (أدب الكاتب) ما نصه :« يذهب الناس إلى أن الظل والفي ء واحد وليس كذلك لأن الظل يكون من أول النهار إلى آخره، ومعنى الظل الستر والفي ء لا يكون إلا بعد الزوال ولا يقال لما كان قبل الزوال في ء وانما سمي فيئا لأنه ظل فاء من جانب الى جانب أي رجع من جانب المغرب الى جانب المشرق والفي ء الرجوع قال اللّه تعالى :« حتى تفي ء إلى أمر اللّه » أي ترجع.
(الشَّمائِلِ) : جمع شمال أي عن جانبيهما أول النهار وآخره قال العلماء : إذا طلعت الشمس من المشرق وأنت متوجه إلى القبلة كان
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٣١١
ظلك عن يمينك فإذا ارتفعت الشمس واستوت في وسط السماء كان ظلك خلفك فإذا مالت الشمس الى الغروب كان ظلك عن يسارك.
(داخِرُونَ) : خاضعون صاغرون.
الاعراب :