و سلم فقال يا رسول اللّه إن أخي استطلق بطنه فقال : اسقه عسلا فسقاه عسلا ثم جاء فقال سقيته عسلا فما زاد إلا استطلاقا، قال اذهب فاسقه عسلا فذهب فسقاه، ثم جاء فقال ما زاده إلا استطلاقا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : صدق اللّه وكذب بطن أخيك اذهب فاسقه عسلا فذهب فسقاه عسلا فبرى ء.
٣- التنكيت :
في قوله تعالى :« أن اتخذي من الجبال بيوتا » وقد تقدمت الاشارة إليه وهو هنا في قوله من الجبال إذ معنى من هنا للتبعيض ولم يقل في الجبال لأنها لا تبني بيوتها في كل جبل وفي كل شجر وكل ما يعرش فلم يترك لها الحرية في بناء البيوت ولم يكل الأمر إلى شهواتها كما وكله إليها في قوله ثم كلّيّ من الثمرات وإنما خولف ذلك وحجر عليها في المسكن ولم يحجر عليها في المأكل لأن مصلحة الآكل حاصلة على الإطلاق لاستمراء مشتهاها منه وأما البيوت فلا تحصل مصلحتها في كل موضع ولهذا المعنى بالذات دخلت ثم لتفاوت الأمر وتباعده بين الحجر عليها في اتخاذ البيوت والإطلاق لها في تناول الثمرات.
الفوائد :
أن التفسيرية :
تقدم القول في « أن التفسيرية » وانها الواقعة بعد جملة فيها معنى القول دون حروفه وقد وقعت هنا بعد الإيحاء لما فيه من معنى القول فما بعدها لا محل له من الاعراب ومن طريف المناقشات أن أبا عبد اللّه الرازي وهو الفخر المشهور منع ذلك وقال إننا لا نسلم أنها مفسرة كيف
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٣٣٤
و قد انتفى شرط التفسير لأن الوحي هنا إلهام باتفاق وليس في الإلهام معنى القول قال : وإنما هي مصدرية أي باتخاذ الجبال بيوتا ولكن الفخر الرازي جنح به الخيال هذه المرة فلم يقع على الصواب إذ المقصود من القول الإعلام والإلهام فعل من أفعال اللّه يتضمن الإعلام بحيث يكون الملهم عالما بما ألهم به وإلهام اللّه النحل من هذا القبيل.
[سورة النحل (١٦) : الآيات ٧٠ الى ٧٢]


الصفحة التالية
Icon