فالغسل موضوع لما يغتسل به والوضوء لما يتوضأ به ويعمل عند الكوفيين وجماعة من البصريين وعليه قول القطامي :
أ كفرا بعد رد الموت عني وبعد عطائك المائة الرتاعا
فعطاء اسم مصدر مضاف الى فاعله والمائة مفعوله الثاني أما الأول فهو محذوف أي عطائك إياي المائة الرتاع أي الراتعة وهي الإبل التي ترتعي والواقع أن البصريين اضطربت أقوالهم فقال بعضهم بالجواز وقال بعضهم بالمنع.
قصة بيت العرجي :
غنت جارية بحضرة الواثق من شعر العرجي :
أ ظلوم إن مصابكم رجلا أهدى السلام تحية ظلم
فاختلف من بالحضرة في إعراب رجلا فمنهم من نصبه وجعله اسم ان ومنهم من رفعه على انه خبرها والجارية مصرة على أن شيخها أبا عثمان المازني لقنها إياه بالنصب فأمر الواثق بأشخاصه قال أبو عثمان : فلما مثلت بين يديه قال : ممن الرجل؟ قلت من مازن، قال : من أي الموازن؟
قلت : من مازن ربيعة فكلمني بكلام قومي وقال با اسمك؟ لأنهم يقلبون الميم باء والباء ميما إذا كانت في أول الأسماء فكرهت أن أجيبه على لغة قومي لئلا أواجهه بالمكر فقلت : بكر يا أمير المؤمنين ففطن لما قصدته وأعجبه مني ذلك ثم قال : ما تقول في قول الشاعر :
أ ظلوم إن مصابكم رجلا أهدى السلام تحية ظلم
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٣٤٤
أ ترفع رجلا أم تنصبه فقلت الوجه النصب قال ولم ذلك؟ فقلت :
لأن مصابكم مصدر بمعنى إصابتكم وهو بمنزلة قولك : إن ضربك زيدا ظلم فالرجل مفعول مصاب ومنصوب به والدليل عليه ان الكلام متعلق الى أن تقول ظلم فيتم فاستحسنه الواثق وأمر له بألف دينار.
[سورة النحل (١٦) : الآيات ٧٧ الى ٨٢]


الصفحة التالية
Icon