و قد أخطأ الصاحب في نقده لهذا البيت لأنه عدى بعث بالباء بحجة أن بعث يتعدى الى العاقل بنفسه والى غير العاقل بالباء وقد صرفه تحامله على أبي الطيب عن التأمل في قصة البيت فقد ذكر الواحدي في كتابه قال سمعت الشيخ كريم بن الفضل قال سمعت والدي أبا بشر قاضي القضاة قال : أنشدني أبو الحسين الشامي الملقب بالمشوق قال كنت عند المتنبي فجاء وكيل علي بن محمد بن سيار بن مكرم وكان يحب الرمي فلما دخل عليه أنشده أبياتا سخيفة فنظم المتنبي قصيدته الرائعة في مديح علي بن مكرم والتي مطلعها :
ضروب الناس عشاق ضروبا فأعذرهم أشفهم حبيبا
و فيها يصف نفسه بأبيات ما لحسنها نهاية نثبتها فيما يلي :
أعزمي طال هذا الليل فانظر أمنك الصبح يفرق أن يئوبا
كأن الفجر حبّ مستزار يراعي من دجنته رقيبا
كأن نجومه حلي عليه وقد حذيت قوائمه الجبوبا
كأن الجو قاسى ما أقاسي فصار سواده فيه شحوبا
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٣٥١
كأن دجاه يجذبها سهادي فليس تغيب إلا أن ت
غيبا أقلب فيه أجفاني كأني أعد به على الدهر ألذ
نوبا وما ليل بأطول من نهار يظل بلحظ حسادي م
شوبا وما موت بأبغض من حياة أرى لهم معي فيها نصيبا
ثم يتطرق إلى مديح علي بن مكرم ويشير الى قصة وكيله الشاعر السخيف :
تيممني وكيلك مادحا لي وأنشدني من الشعر الغريبا
فآجرك الإله على عليل بعثت الى المسيح به طبيبا
و عبر عنه بما لا يعقل لأنه عدى البعث بحرف الجر أو انه من جملة الهدايا التي بعث بها اليه ولكنها هدية منكرة إذ يقول :
و لست بمنكر منك الهدايا ولكن زدتني فيها أديبا
أما أبيات الوكيل فهي تافهة غير مستقيمة الوزن ولهذا أعرضنا عنها.
الاعراب :


الصفحة التالية
Icon