١- في قوله تعالى « من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن إلى آخر الآية » فنون شتى أبرزها التتميم وقد تقدم القول فيه وتكرر في هذه الآية مرتين الأولى في قوله من ذكر أو أنثى لأن من الشرطية أو الموصولية تفيد العموم فكان لا بد من تتميمها بذلك للتأكيد وإزالة لوهم التخصيص جريا على معتقدات العرب القديمة في تفضيل الذكر على الأنثى وإيثاره بكل ما هو خير والثانية في قوله وهو مؤمن وقد اختلفت الآراء في هذا التميم وما هو المراد بالحياة الطيبة التي ينالها من هو بهذه المثابة وأحسن ما نختاره منها قول الزمخشري وننقله بنصه لفائدته قال وأبدع :
« و ذلك أن المؤمن مع العمل الصالح موسرا كان أو معسرا يعيش عيشا طيبا إن كان موسرا فلا مقال فيه وإن كان معسرا فمعه ما يطيب عيشه وهو القناعة والرضا بقسمة اللّه وأما الفاجر فأمره على العكس إن كان معسرا فلا إشكال في أمره على حد قول أبي دلامة :
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا وأقبح الكفر والإفلاس في الرجل
و إن كان موسرا فالحرص لا يدعه أن يهنأ بعيشه »
ويؤيد هذا ما نراه من انهماك النوع البشري في ابتكار وسائل التدمير والخراب للاستعلاء والاستغلال والسيطرة على العالم وهيهات!! ٢- وفي قوله « فتزل قدم بعد ثبوتها استعارة تمثيلية للمستقيم الحال يقع في شر عظيم ويسقط فيه لأن القدم إذا زلت نقلت الإنسان
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٣٦٤
من حال خير الى حال شر ويقال لمن أخطأ في شي ء زلت به قدمه ومنه قول زهير :
تداركتما عبسا وقد ثل عرشها وذبيان قد زلت بأقدامها النعل


الصفحة التالية
Icon