من قصيدة الرئيس ابن سينا في النفس :
هذا ومن المفيد أن نقتبس هنا أبياتا مختارة من قصيدة الشيخ الرئيس أبي علي بن سينا في النفس :
هبطت إليك من المحل الأرفع ورقاء ذات تعزّز وتمنع
محجوب عن كل مقلة عارف وهي التي سفرت ولم تتبرقع
وصلت على كره إليك وربما كرهت فراقك وهي ذات توجع
أنفت وما أنست فلما واصلت ألفت مجاورة الغراب الأبقع
و أظنها نسيت عهودا بالحمى ومنازلا بفراقها لم تقنع
حتى إذا اتصلت بهاء هبوطها عن ميم مركزها بذات الاجرع
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٣٧٣
علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت بين المعالم والطلول ا
لخضع تبكي وقد ذكرت عهودا بالحمى بمدامع تهمي ولما
تقلع وتظل ساجعة على الدمن التي درست بتكرار الرياح الأربع
و يطول بنا القول إن حاولنا شرح ما رمزت إليه هذه الأبيات المقتبسة من العينية الرائعة وحاصل ما أراده أنه يتساءل : لم تعلقت النفس بالبدن؟ إن كان رائدها غير الكمال فهي حكيمة خفية على الأذهان وإن كان رائدها الكمال فلم ينقطع تعلقها به قبل حصوله.
الاعراب :
(ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ) الاشارة الى ما تقدم من ذكر الغضب والعذاب واسم الاشارة مبتدأ خبره بأنهم أي ثابت بسبب أنهم فالباء للسببية وان واسمها وجملة استحبوا خبرها أي اختاروا والحياة مفعول به والدنيا صفة وعلى الآخرة جار ومجرور متعلقان باستحبوا. (وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) وأن عطف على بأنهم وأن واسمها وجملة لا يهدي خبرها والقوم مفعول به والكافرين صفة القوم. (أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ) أولئك مبتدأ والذين خبره وجملة
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٣٧٤


الصفحة التالية
Icon