و هو يبدو هنا كأخذة السحر لا يملك معه البليغ أن يأخذ أو يدع وقلّ من ينتبه له، فقوله :« لتكملوا العدة » علة للأمر بمراعاة العدة، وقوله :« و لتكبروا اللّه » علة للأمر بالقضاء، وقوله :« و لعلكم تشكرون » علة للترخيص والتيسير، وقد تقدم القول فيه، ونزيده بسطا فنقول :
انه ضربان : أولهما أن يكون النشر على ترتيب اللف، وثانيهما أن يكون على غير ترتيب اللف، ويعتمد فيه على ذكاء السامع وذوقه، وسيأتي منه ما يخلب العقول.
الفوائد :
(أُخَرَ) تكون على نوعين :
- جمع أخرى تأنيث آخر وهي اسم تفضيل لا ينصرف لعلتين هما الوصفية والعدل، ومعنى العدل أنه عدل عن الالف واللام، وذلك أنها اسم تفضيل ولاسم التفضيل ثلاث حالات :
آ- مقترن بأل.
ب- مقترن بمن الجارة.
ج- مضاف.
و لما كانت أخر لم تقترن بشي ء وليست مضافة قدر عدلها عن الالف واللام.
- جمع أخرى بمعنى آخرة وهي منصرفة لفقدان علة العدل.
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٢٦٥
مناقشة لا بد منها :
اختلف المفسرون في تأويل قوله تعالى :« و على الذين يطيقونه » إلخ اختلافا شديدا لا يتسع المجال للاسهاب فيه، فنقتبس ما قالوه بطريق الإلماع، ثم ندلي بما عنّ لنا واللّه الملهم الى السّداد.
القول بالنسخ :
فمنهم من قال : ان الحكم فيها منسوخ بالآية بعدها « فمن شهد منكم الشهر فليصمه » والرخصة فيها للمريض والمسافر، وهو ما اختاره الامام الطّبري في تفسيره الكبير ونقله الزمخشري في كشافه وأبو حيان في البحر، مع التصريح بأن هذا قول أكثر المفسرين، على أن الامام الطّبري نقل كذلك قول من قالوا، لم ينسخ ذلك وهو حكم مثبت من لدن نزلت هذه الاية الى قيام الساعة.
رأي ابن كثير :