تخيرن من أزمان يوم حليمة إلى اليوم قد جربن كل التجارب
أما « إلى » الجارة فهي تفيد انتهاء الغاية مكانية وزمانية فمثالها في المكان « الى المسجد الأقصى » ومثالها في الزمان « ثم أتموا الصيام إلى الليل » ولإلى سبعة معان أخرى حكاها في مغني اللبيب وغيره ومما أشكل من معاني إلى قول النابغة الذبياني أيضا يعتذر الى النعمان ابن المنذر :
فلا تتركني بالوعيد كأنني إلى الناس مطلي به القار أجرب
ذكر في المغني أنها هنا بمعنى في وهو غريب وقال الدماميني :
« إلى متعلقة بمحذوف وهو حال من اسم كأن، أي : كأنني مبغضا إلى الناس بسبب الوعيد كجمل أجرب طلي به القار أي جعل فيه أو اتصف به » وقد ذهل الدماميني عن القلب في مطلي به القار أو انه تكلفه ليجعل مطليا بمعنى مبغض فالقار يطلى به ولا يطلي هو ولهذا كان لا بد من الرجوع الى رأي ابن هشام وهو ان الى بمعنى في وان الجار والمجرور في موضع النصب على الحال أي كأنني كائنا في الناس بعير طلي بالقار وهو مبغض.
٢- معنى مرتين :
اختلف المفسرون في تفسير المرتين الواردتين في قوله تعالى « لتفسدن في الأرض مرتين » فذهب بعضهم الى أن المرة الأولى هي قتل
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٣٩٨
زكريا وحبس أرميا والثانية قتل يحيى وقصد قتل عيسى وقال البيضاوي :
« أولاهما مخالفة أحكام التوراة وقتل شعيا وقيل أرميا وثانيتهما قتل زكريا ويحيى وقصد قتل عيسى عليهم الصلاة والسلام » على أن فساد اليهود في الأرض لا يمكن حصره بمرتين وإنما أتى القرآن الكريم بالمرتين مثالا سريعا لفسادهم الذي لا يحصى والذي يستمر مدى الدهور. ويمكن الرجوع الى المطولات لهذا الغرض.
[سورة الإسراء (١٧) : الآيات ٩ الى ١٥]


الصفحة التالية
Icon