الاشتغال عرفه النحاة بأنه اسم تقدم على عامل من حقه أن ينصبه لو لا اشتغاله عنه بالعمل في ضميره نحو : خالد أكرمته، والأفضل في الاسم المتقدم الرفع على الابتداء والجملة بعده خبره ويجوز نصبه بفعل محذوف يفسره المذكور بعده وجملة رأيته مفسرة للجملة المقدرة ولا محل لها من الإعراب ولا يجوز إظهار الفعل المقدر ويقدر بلفظ الفعل المذكر إلا إذا كان لازما فيقدر بمعناه نحو حمص مررت بها فيقدر بجاوزت مثلا وله أحوال :
١- وجوب النصب :
و ذلك إذا وقع بعد أدوات التحضيض والشرط والاستفهام غير الهمزة نحو هلّا الخير فعلته، وإن عليا لقيته فسلم عليه، وهل خالدا أكرمته؟ غير أن الاشتغال بعد أدوات الاستفهام والشرط لا يكون إلا في الشعر.
٢- ترجيح النصب :
و يترجح النصب في خمسة أمور :
آ- أن يقع بعد الاسم أمر نحو خالدا أكرمه وقد استثنيت من ذلك مسألة « و السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما » وقد تقدم الكلام عليها مستوفى.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٤٠٤
ب- أن يقع بعد الاسم نهي نحو : الكريم لا تهنه.
ج- أن يقع بعد الاسم دعاء نحو : اللهم أمري يسره.
د- أن يقع الاسم بعد همزة الاستفهام كقوله تعالى « أبشرا منا واحدا نتبعه ».
ه- أن يقع الاسم جوابا لمستفهم عنه كقولك : عليا أكرمته، في جواب من قال : من أكرمت؟
٣- وجوب الرفع :
و يجب الرفع في موضعين :
١- أن يقع بعد إذا الفجائية نحو : خرجت فإذا الجو يملؤه الضباب، لأن إذا الفجائية لا تدخل على الأفعال.


الصفحة التالية
Icon