فقول الجلبي : لأن المناسب للعاشق الى آخره غير جيد فان صاحب الإيضاح لم يقل إن التشبيه معتقد العاشق وعقب العاملي صاحب الكشكول على ذلك : إن ذكر صاحب الإيضاح الكراهة في الشراب صريح بأنه غير راض بهذا الجواب.
٢- صورة مجسدّة لطاعة الوالدين :
هذا ولا بد من التنويه بالصورة المجسدة التي رسمتها الآية لطاعة الوالدين وبرهما، ليتدبرها البنون ويكتنهوا سرها الخفي وقد أفصح عنها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بجلاء حين شكا إليه رجل أباه وانه يأخذ ماله فدعا به فاذا شيخ يتوكأ عصا فسأله فقال انه كان ضعيفا وأنا قوي وفقيرا وأنا غني فكنت لا أمنعه شيئا من مالي واليوم أنا ضعيف وهو قوي وأنا فقير وهو غني ويبخل علي بماله ثم التفت الى ابنه منشدا :
غذوتك مولودا وعلتك يافعا تعل بما أدني إليك وتنهل
إذا ليلة نابتك بالشكو لم أبت لأجلك إلا ساهرا أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي طرقت به دوني فعيني تهمل
فلما بلغت السنّ والغاية التي إليها مدى ما كنت فيك أؤمل
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٤٢٠
جعلت جزائي غلظة وفظاظة كأنك أنت المنعم الم
تفضل فليتك إذ لم ترع حقّ أبوتي فعلت كما الجار المجاور يفعل
فبكى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقال : ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى ثم قال للولد : أنت ومالك لأبيك.
و عن ابن عمر أنه رأى رجلا في الطواف يحمل أمه ويقول :
إني لها مطية لا تذعر إذا الركاب نفرت لا تنفر
ما حملت وأرضعتني أكثر الله ربي ذو الجلال أكبر
تظنني جازيتها يا ابن عمر؟ قال : لا ولو زفرة واحدة.
الفوائد :
١- القول في « أف » :


الصفحة التالية
Icon