يدعون عنتر والرماح كأنها أشطان بئر في لبان الأدهم
فالتكرار في بيتي عنترة تقرير المعنى في نفس السامع وترسيخه في ذهنه وهو هنا لداعي الفخر ويطرد في الخطابة وفي مواطن الفخر والمدح والإرشاد والانذار وقد يكون للتحسر كقول الحسين بن مطير يرثي معن بن زائدة :
فيا قبر معن أنت أول حفرة من الأرض خطّت للسماحة موضعا
و يا قبر معن كيف واريت جوده وقد كان منه البر والبحر مرتعا
و منها طول الفصل كقول الشاعر :
لقد علم الحيّ اليمانون أنني إذا قلت أما بعد اني خطيبها
و- الاعتراض : وهو أن يؤتى في أثناء الكلام أو بين كلامين متصلين في المعنى بجملة أو أكثر لا محل لها من الاعراب لغرض يقصد إليه البليغ وقد تقدم ذكره ومنه قول النابغة الجعدي :
ألا زعمت بنو سعد بأني- ألا كذبوا- كبير السن فان
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٤٤٠
فقد جاءت جملة « ألا كذبوا » معترضة بين اسم ان وخبرها للاسراع الى التنبيه على كذب من رماه بالكبر.
ز- التذييل : وهو تعقيب الجمل بجملة أخرى تشتمل على معناها توكيدا لها كقول الحطيئة :
تزور فتى يعطي على الحمد ماله ومن يعط أثمان المحامد يحمد
فإن المعنى تم في الشطر الأول ثم ذيل بالشطر الثاني للتوكيد.
ح- الاحتراس : وقد تقدم بحثه ومنه قول ابن المعتز :
صببنا عليها ظالمين سياطنا فطارت بها أيد سراع وأرجل
فلو أسقطنا كلمة « ظالمين » لتوهم السامع أن فرس ابن المعتز كانت بليدة تستحق الضرب وهذا خلاف المقصود.
هذا وستأتي أمثلة من الاطناب في مواضعها من هذا الكتاب.
أما المساواة فهي أن تكون المعاني بقدر الألفاظ والألفاظ بقدر المعاني لا يزيد بعضها على بعض ولا ينقص عنه وقد تقدم التمثيل لها بقوله تعالى :« إن اللّه يأمر بالعدل والإحسان » إلخ ومن أمثلتها في الشعر قول النابغة الذبياني :
فانك كالليل الذي هو مدركي وان خلت أن المنتأى عنك واسع
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٤٤١
و قول طرفة :