تفضيل بعض الأنبياء على بعض يكون بتفاوت الفضائل النفسانية ولهذا اشتهر منهم أولو العزم المستهدفون للبلاء فما وهنوا وما استكانوا وكان محمد صلى اللّه عليه وسلم خاتمة الأنبياء الذين اتسموا بكامل الصفات وتخصيص داود بالزبور فيه رد على اليهود الذين زعموا انه لا نبي بعد موسى ولا كتاب بعد التوراة وقد استعمل الزبور بلام التعريف ومجردا عنها لمحا للأصل لأنه فعول بمعنى المفعول كالحلوب بمعنى المحلوبة أو لأنه أراد بعضا من الزبور.
٢- أي :
تأتي على ستة أوجه :
١- شرطية :« أيّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى » بدليل جزم تدعوا وإدخال الفاء رابطة على الجملة الاسمية وأيّا ما مفعول تدعوا.
٢- استفهامية :« أيكم زادته هذه إيمانا » « فبأي حديث بعده يؤمنون ».
٣- موصولية :« لننزعنّ من كل شيعة أيهم أشد » التقدير لننزعن الذي هو أشد.
٤- أن تكون دالة على الكمال فتقع صفة للنكرة نحو : زيد رجل أيّ رجل، وحالا للمعرفة نحو مررت بعبد اللّه أيّ رجل.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٤٦٢
٥- أن تكون وصلة إلى نداء ما فيه أل نحو يا أيها الرجل، وإنما التزم بناؤها على الضم لتكون على صورة المنادى المفرد المقصود بالنداء لأنه مضموم الآخر.
٦- أن تكون للتعجب نحو : سبحان اللّه أيّ رجل هذا.
و أيّ تعرب في جميع أحوالها إلا إذا كانت موصولة مضافة ومحذوفا صدر صلتها كما تقدم فتبنى على الضم، ولأيّ تفاصيل يرجع إليها في المطولات وسيأتي المزيد من بحثها.
[سورة الإسراء (١٧) : الآيات ٥٨ الى ٦٠]