فعل مضارع وفاعل والجملة خبر كانوا وجملة كان واسمها
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٣٣
و خبرها لا محل لها لأنها صلة الموصول ويجوز أن تكون مصدرية والمعنى على الأول بالذي يكذبونه وعلى الثاني بسبب كونهم يكذبون والجار والمجرور صفة ثانية لعذاب أو مصدر أي بسبب كونهم يكذبون.
البلاغة :
١- المشاكلة في قولهم يخادعون اللّه لأن المفاعلة تقتضي المشاركة في المعنى وقد أطلق عليه تعالى مقابلا لما ذكره من خداع المنافقين كمقابلة المكر بمكرهم ومن أمثلة هذا الفنّ في الشعر قول بعضهم :
قالوا : التمس شيئا فجد لك طبخه قلت : اطبخوا لي جبة وقميصا
٢- المجاز : في الخداع المنسوب اليه لتعاطيهم أفعال المخادع ظنا منهم أنهم يستطيعون ذلك لصدق نفيه ولذلك قال : وما يخدعون إلا أنفسهم.
٣- الاستعارة التصريحية في قوله : في قلوبهم مرض حيث استعير المرض لما ران على قلوبهم من جهل وسوء عقيدة وما الى ذلك من ضروب الجهالات المؤدية الى المتالف.
الفوائد :
١- تأتي من نكرة موصوفة في موضع يختص بالنكرة كقول سويد بن أبي كاهل :
ربّ من أنضجت غيظا قلبه لو تمنّى لي موتا لم يطع
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٣٤
٢- ما الحجازية هي العاملة عمل ليس وإنما سميت حجازية لأن التنزيل جاء بلغة أهل الحجاز وأحكامها مبسوطة في كتب النحو.
[سورة البقرة (٢) : الآيات ١١ الى ١٣]
وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (١٢) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (١٣)
اللغة :
(الفساد) : خروج الشي ء عن حال استقامته ونقيضه الصلاح، والفساد في الأرض : تهييج الحروب، وإثارة الفتن، والإخلال بمعايش الناس.