و وجود من يتعهدها والشواطب النساء يشققن شطب النخل أي سعفه الأخضر يعملنه حصيرا. وإلا أداة حصر وقليلا صفة لظرف محذوف أي زمانا قليلا أو صفة لمصدر محذوف أي لبثا قليلا فهي ظرف أو مفعول مطلق. (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلًا) نصبت سنة نصب المصدر المؤكد أي سن اللّه ذلك سنة واختيار الفراء نصبها على نزع الخافض أي كسنة اللّه وإذن ينبغي على هذا الاعراب أن لا يوقف على قليلا واختار آخرون أن تنصب بفعل محذوف أي اتبع سنة ولا مانع من ذلك فالاوجه كلها متساوية.
البلاغة :
- قصة ثقيف واقتراحاتها :
في هذه الآيات ضروب من البلاغة ولا بد لتقريرها من إيراد قصة تنزيلها فقد روي أن ثقيفا قالت للنبي صلى اللّه عليه وسلم لا ندخل في أمرك حتى تعطينا خصالا نفتخر بها على العرب : لا نعشر ولا نحشر ولا نجبّي في صلاتنا وكل ربا لنا فهو لنا وكل ربا علينا فهو موضوع عنا وأن تمتعنا باللات سنة حتى نأخذ ما يهدى لها فإذا أخذناه كسرناها وأسلمنا وأن تحرم وادينا كما حرمت مكة فإن قالت العرب لم فعلت ذلك؟ فقل إن اللّه أمرني به، وجاءوا بكتابهم فكتب : بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول اللّه لثقيف : لا يعشرون ولا يحشرون فقالوا : ولا يجبون فسكت رسول اللّه ثم قالوا للكاتب اكتب ولا يجبون والكاتب ينظر الى رسول اللّه فقام عمر بن الخطاب فسلّ سيفه فقال : أسعرتم قلب نبينا يا معشر ثقيف أسعر اللّه قلوبكم
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٤٨٠