و في قوله تعالى « رجما بالغيب » استعارة مكنية أيضا فقد شبه الغيب والخفاء بشي ء يرمى بالحجارة واستعير الرجم له.
٢- واو الثمانية والخلاف المشتجر حولها :
وعدناك بأن نأتي بالأقوال حول الواو الداخلة على ثامنهم في قوله تعالى « و يقولون سبعة وثامنهم كلبهم » وقد قدمنا في الاعراب ما اخترناه من هذه الأقوال فقال عدد من كبار الأدباء انها واو الثمانية قال ابن هشام :« واو الثمانية ذكرها جماعة من الأدباء كالحريري ومن النحويين الضعفاء كابن خالويه ومن المفسرين كالثعلبي وزعموا أن العرب إذا عدوا قالوا ستة سبعة وثمانية إيذانا بأن السبعة عدد تام وان ما بعده عدد مستأنف واستدلوا على ذلك بآيات احداها « سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم » الى قوله سبحانه « و ثامنهم كلبهم » وقيل هي في ذلك لعطف جملة على جملة إذ التقدير هم سبعة ثم قيل الجميع كلامهم وقيل العطف من كلام اللّه تعالى والمعنى نعم هم سبعة وثامنهم كلبهم وان هذا تصديق لهذه المقالة كما ان رجما بالغيب تكذيب لتلك المقالة » وبعد كلام طويل قال :« و أقول لو كان لواو الثمانية حقيقة لم تكن الآية منها إذ ليس فيها ذكر عدد البتة وانما فيها ذكر الأبواب وهي جمع لا يدل على عدد خاص ثم الواو ليست داخلة عليه بل على جملة هو فيها ».
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٥٦٦