و اذكر الواو استئنافية واذكر فعل أمر وفاعل مستتر تقديره أنت وفي الكتاب جار ومجرور متعلقان باذكر ومريم مفعول به وإذ : قال أبو البقاء ما نصه : في إذ أربعة أوجه أحدها أنها ظرف والعامل فيه محذوف تقديره واذكر خبر مريم إذ انتبذت والثاني أن تكون حالا من المضاف المحذوف والثالث أن يكون منصوبا بفعل محذوف أي وبيّن إذ انتبذت فهو على كلام آخر كما قال سيبويه في قوله تعالى « انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ » وهو في الظرف أقوى وان كان مفعولا به والرابع أن يكون بدلا من مريم بدل اشتمال لأن الأحيان تشتمل على الجثث ذكره الزمخشري وهو بعيد لأن الزمان إذا لم يكن حالا من الجثة ولا خبرا عنها ولا وصفا لها لم يكن بدلا منها وقيل إذ بمعنى أن المصدرية كقولك لا أكرمك إذ لم تكرمني أي لأنك لم تكرمني فعلى هذا يصح بدل الاشتمال أي واذكر مريم انتباذها.
و اضطرب قول ابن هشام فيها فبينما يقول في صدد بحثه عن إذ « الوجه الثالث أن تكون بدلا من المفعول نحو « وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ »
فإذ بدل اشتمال من مريم على حد البدل في :
« يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه » يعود فيقول :« و زعم الجمهور أن إذ لا تقع إلا ظرفا أو مضافا إليها وأنها في نحو « و اذكروا إذ كنتم قليلا » ظرف لمفعول محذوف أي واذكروا نعمة اللّه إذ كنتم قليلا، وفي نحو إذ انتبذت ظرف لمضاف الى مفعول محذوف أي واذكر قصة مريم.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٧٧


الصفحة التالية
Icon