فَرِيًّا) : الفري البديع من فرى الجلد، والفري العظيم من الأمر يقال في الخير والشر وقيل الفري العجيب وقيل المفتعل ومن الأول الحديث في وصف عمر بن الخطاب : فلم أرى عبقريا يفرى فريه، والفري قطع الجلد للخرز والإصلاح، وفي المختار :« فرى الشي ء قطعه لاصلاحه وبابه رمى وفرى كذبا خلقه وافتراه واختلقه والاسم الفرية وقوله تعالى :« شَيْئاً فَرِيًّا » أي مصنوعا مختلقا وقيل عظيما وأفرى الأوداج قطعها وأفرى الشي ء شقه فانفرى وتفرى أي انشق، وقال الكسائي : أفرى الأديم قطعه على جهة الإفساد وفراه قطعه على جهة الإصلاح ».
الاعراب :
(فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا) الفاء عاطفة على محذوف، تقديره فنفخ جبريل في جيب درعها فحملته وسيأتي سر هذا التعقيب
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٨٥
في باب الفوائد فانتبذت عطف على فحملته وبه جار ومجرور في موضع نصب على الحال وقد رمق سماءه أبو الطيب المتنبي في قصيدة يمدح بها علي بن مكرم بن سيار التميمي ويصف الخيل :
كأن خيولنا كانت قديما تسقّى في قحوفهم الحليبا
فمرّت غير نافرة عليهم تدوس بنا الجماجم والتريبا
يريد أن خيولهم لم تنفر منهم كأنها كانت في صغرها تسقى في قحوف رءوسهم اللبن يعنى قحوف رءوس الأعداء والعرب كان من عادتها أن تسقي كرام خيولها اللبن وقحف الرأس ما انضم على أم الدماغ، والجمجمة العظم الذي فيه الدماغ فوطئت رءوسهم وصدورهم ولم تنفر عنهم فكأنها ألفتهم والتريب والتريبة واحدة الترائب وهو موضع القلادة ومن طريف الأخطاء أن بعضهم تصدى لشرح هذا البيت ولما لم يعرف معنى التريب قال بالحرف : والتريب والتراب لغة في التراب.
زاده اللّه فهما!!.
و مكانا مفعول فيه أو مفعول به وقد تقدم وقصيا صفة.


الصفحة التالية
Icon